العدوان على قطر. ليست إسرائيل فقط

د. مخلص الصيادي

العدوان الاسرائيلي على العاصمة القطرية “الدوحة”، استهدافا للوفد الفلسطيني المفاوض، لا يكشف عن طبيعة هذا العدو العدوانية التي لا تقيم وزنا لأي شيء، ولا لأي روابط أو علاقات أو أعراف سياسية، لأن ما يفعله الصهاينة في غزة، وفي أهل غزة فيه ما يكفي من الدلائل، والذي عمي عن رؤية هذه الحقائق فليس منه رجاء، ولكن هذا العدوان يمثل صفعة دون حدود لكل أولئك الذين يثقون بالقيادة الأمريكية ويعتبرونها الحامي الموثوق لمسيرة التسوية والتطبيع والاتفاقات الابراهيمية. ويظنون أنهم بها باتوا هم وأنظمتهم في أمان.

فالعدوان تم بمعرفة واشنطن، وقد سكتت عنه سكوت المتواطئ، ولا يمكن لأحد أن يزعم أن “قاعدة العديد” الأمريكية في قطر لم ترصد وتتابع وتعرف حركة الطائرات الإسرائيلية ومبتغاها.

وقد بات واضحا أن “إسرائيل” هي العدو للعرب جميعا، لا يستثنى من ذلك من صالحها، ومن لم يصالحها، ومن ابتعد عنها بالجغرافيا أم ابتعد عنها بالقول والفعل.

استهداف قطر التي تدير دبلوماسية دولية تحت مظلة أمريكية وغربية، شأنها شأن دمشق وقيادتها الجديدة، التي تعلن في كل مناسبة أنها تنأى بنفسها عن أي صراع، وأن حكمها لا يمثل تهديدا لأي طرف خارجي، وهي تظن أنها بذلك تنأى بنفسها عن تداعيات العدوانية الاسرائيلية، فإذا بالاسرائيليين يصعدون عدوانهم ضد سوريا فيقصفون من القصر الجمهوري ورئاسة الأركان في دمشق الى الساحل وتدمر وحمص الى كل الأرض السورية. ولسان حال هؤلاء يقول بوضوح، وبكل اللغات، على الجميع جميع العرب: دولا وشعوبا وقوى، أن يخضع خضوع  الذليل لنا ولمصالحنا وتصوراتنا التوراتية والعنصرية، وتأتي الرسائل الواضحة والحاسمة أن واشنطن مع تل أبيب في كل ما تريد، وما تتطلع إليه، لا يحدها في ذلك أعراف، ولا تقيدها اتفاقات أو تفاهمات، ولا تعنيها قيم وقواعد انسانية.

وقد جاء هذا العدوان الجديد الفاضح في وقت تحدثت فيه المصادر عن أن ترامب طالب قوى المقاومة الفلسطينية بالقاء السلاح وقدم “ضمانته الشخصية” لهم في حال قبولهم شروطه!

والعدوان على قطر يكشف قيمة أو مصداقية تلك الضمانات المزعومة.

أما آن لعاقل أن يتحرك؟

دعونا ندعو هذا الاستهداف للدوحة بالحدث “الفاضح”، لأن الجميع بات عقبه عريان لا يستره شيء. ولن يستره إلا فعل حقيقي يأتي على قدر فعل العدو.

 لكن ما واجهنا به العدوانية الاسرائيلية المستمرة على غزة تجعلنا غير قادرين توقع أو انتظار أي رد  من أي جهة عربية أو إقليمية له في ميزان الفعل والتأثير قيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى