وأخيراً انتهى الدور الوظيفي لملالي طهران!

زياد المنجد

منذ ستة وأربعين عاماً تأسس نظام ملالي طهران بإرادة دولية، ليلعب دوراً اقليمياً مرسوماً له لإنجاز ما عجز (شرطي الخليج) شاه إيران عن انجازه في المنطقة العربية.

تأسس نظام طهران بخلفية أيدولوجية طائفية لم تكن من سمات نظام الشاه، ومن خلال هذه الايديولوجية الطائفية التي تشكل وسيلة فعالة لتقسيم وتفتيت منطقتنا العربية وصل الخميني الى السلطة، وبدأ منذ ايامه الاولى رافعاً شعار تصدير الثورة الذي أصبح فقرة من فقرات دستور الملالي.

تصدير الثورة يعني تصدير الطائفية الى دول الجوار وتقسيمها طائفياً، وللتمويه عن اهدافهم الحقيقية رفعوا شعار تحرير القدس لإنجاز هذا الأمر.

المحصلة النهائية لتمدد ايران في المنطقة سيطرتها على اربع عواصم عربية بإذن من الولايات المتحدة الأمريكية، ورضى ومباركة من الصهيونية ،وخلال تلك الفترة استطاع نظام طهران ان يحقق في جغرافيا وديمغرافيا المنطقة ماعجز الكيان الصهيوني عن تحقيقه منذ تشكيله حتى اليوم، واستغل نظام ملالي طهران ظروف تهاون امريكا واسرائيل والمجتمع الدولي مع سياساته الاقليمية ،لإنشاء برنامج نووي يمكنه من اجبار العالم على الاعتراف به كقوة اقليمية يحسب لها حساب .

اسرائيل التي كانت المستفيدة الرئيسية من سياسات نظام طهران، وجدت في هذا البرنامج النووي الايراني تهديداً محتملاً لها وبدأت بالتعاطي الجدي مع هذا الخطر المحتمل إضافة الى أن هذا النظام الوظيفي قد أدى مهامه في المنطقة، ولا حاجة لوجوده بعد الآن بنظر القوى الدولية التي ساهمت بتأسيسه.

من هنا كان القرار الاسرائيلي بالتخلص من هذا البرنامج النووي كخطوة اولى لإنهاء النظام، والخطط الاسرائيلية المرسومة كانت ستبدأ في نهاية نيسان الماضي، إلا ان ترامب اوعز بتأجيل الضربة حتى نهاية مهلة الستين يوماً التي اعطاها للإيرانيين، لإبرام اتفاق في المباحثات الجارية بين الادارتين الأمريكية والايرانية في مسقط، وبالتالي بدأ الهجوم الاسرائيلي في اليوم الواحد والستين لبداية هذه المباحثات.

الحرب انتهت بتدمير البرنامج النووي الايراني بانضمام امريكا الى المجهود العسكري الاسرائيلي ،والمحصلة النهائية ايران بدون برنامج نووي، ونظام ضعيف يتقوقع داخل الجغرافية الايرانية، وهي بداية الطريق لانهاء هذا النظام بعد خدمته للصهيونية العالمية على مدى أكثر من اربعة عقود.

المصدر: كل العرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى