
حذرت إسرائيل من تبعات أي اعتراف بالدولة الفلسطينية، ملوحة باتخاذ “إجراءات أحادية” في حال مضي أي دولة في هذا الاتجاه.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الألماني يوهان فاديفول في القدس، إن “أي محاولة للاعتراف الأحادي، لن تؤدي إلا إلى الإضرار بآفاق المستقبل لعملية ثنائية، وستدفعنا إلى اتخاذ إجراءات أحادية رداً على ذلك”. وأضاف ساعر إن الاعتراف بدولة فلسطينية يمثل “مكافأة لإرهاب حماس”.
مواقف أوروبية متباينة
يأتي هذا التحذير بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع قناة “فرانس 5” عن نية فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين خلال مؤتمر الأمم المتحدة في نيويورك المزمع عقده في حزيران/يونيو، مؤكداً أن الهدف هو تحقيق “اعتراف متبادل” بين أطراف متعددة بالتعاون مع السعودية.
من جهته، شدد وزير الخارجية الألماني فاديفول على أن رؤية “حل الدولتين” لا تزال أفضل فرصة لتحقيق السلام، محذراً في الوقت ذاته من أن الاعتراف الأحادي قد يعقد الوضع، داعياً إلى وقف بناء المستوطنات غير القانونية.
إعلان أميركي محتمل بشأن فلسطين
في سياق متصل، نشرت “جيروزاليم بوست” تقريراً أشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم الإعلان عن اعتراف أميركي بدولة فلسطينية خلال قمة خليجية – أميركية تستضيفها السعودية منتصف أيار/مايو الجاري، بالتزامن مع زيارته للشرق الأوسط.
وبحسب التقرير الذي استند إلى مصدر دبلوماسي خليجي، فإن الإعلان المرتقب “سيغير ميزان القوى في الشرق الأوسط”، وسيعقب ذلك انضمام المزيد من الدول إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، مشيراً إلى أن الدولة الفلسطينية المزمع الاعتراف بها “لن تشمل حركة حماس”.
ورغم هذه التسريبات، قال الدبلوماسي الخليجي السابق أحمد الإبراهيم للصحيفة ذاتها، إنه لا يعتقد أن الإعلان سيكون بشأن فلسطين، لافتاً إلى “عدم دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، وهما أقرب بلدين للقضية الفلسطينية”. وأضاف الإبراهيم أن هناك “صفقات اقتصادية وأمنية ضخمة قد تُعلن خلال القمة”، على غرار الصفقات التي تم توقيعها خلال قمة أيار/مايو 2017 والتي تجاوزت قيمتها 400 مليار دولار.
اسرائيل تدعم الخطة أميركية في غزة
وفي ذات الوقت، أعلن ساعر عن دعم إسرائيل “الكامل” لخطة أميركية لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، والتي أعلنها السفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي، وتشمل إنشاء مؤسسة جديدة تتولى توزيع المساعدات بالتعاون مع شركاء دوليين، مع استبعاد “حماس” من العملية.
وقال ساعر إن الخطة تهدف إلى “منع حماس من الاستيلاء على المساعدات”، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي “لن يشارك في توزيعها”، بل سيوفر “الأمن العسكري اللازم”.
لكن الخطة الأميركية أثارت انتقادات دولية، إذ اتهمتها جهات حقوقية بتغييب دور الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة.
المصدر: المدن