المسيحيون السوريون عبر التاريخ الطويل وانتقالهم من الأكثرية العددية إلى الأقلية العددية، حيث تدحرجت نسبتهم عبر الأزمنة كثيراً من حوالى 30% عند الاستقلال إلى 12% عندما استلم حافظ الاسد السلطة، إلى 8% عند بداية الثورة 2011 وذلك لأسباب عدة.
عبر تاريخهم الطويل في سوريا “التاريخية”، كان المسيحيون السوريون أول من آمن بالسيد المسيح وبدعوته، وكانت دمشق هي مَن اهتدى بها الرسول الأهم بولس، على يد القديس حنانيا في دمشق القديمة (كنيسته ما زالت موجودة في باب توما) ومن دمشق اتجه إلى أنطاكيا وبشّر جميع العالم .
انتقل المسيحيون السوريون عبر التاريخ من الأكثرية العددية إلى الأقلية العددية، حيث تدحرجت نسبتهم من حوالى 30% عند الاستقلال إلى 12% عندما استلم حافظ الاسد السلطة، إلى 8% عند بداية الثورة 2011 وذلك لأسباب عدة.
ولم يُسمع أو يُكتب أن المسيحيين بمختلف طوائفهم التي تتجاوز 11 طائفة، نفّذوا انقلاباً أو أطاحوا برئيس، فاندماجهم بالمجتمع السوري كان كبيراً، وعملوا في جميع الاختصاصات والمهن والوظائف الإدارية في الحكومة والسلطة التشريعية والأحزاب السياسية والإعلام، وتطوعوا في الجيش ودافعوا عن سوريا الوطن الموحّد لجميع أبنائه (كان رئيس أركان الجيش السوري في حرب تشرين 1973 ابن مدينة حمص اللواء المسيحي يوسف شكور).
وسيكون المسيحيون دائماً جزءاً أصيلاً من المكونات المتعددة المتساوية في الحقوق والواجبات، يجمعها مبدأ المواطنة الذي يكفله دستور وطني يحافظ على الحقوق والممتلكات .
وقدّمت الإدارة الجديدة في دمشق وعبر موفديها، وعوداً، وطمأنوا زعماء الكنائس في معظم المحافظات المختلفة، ووعدوهم بالمحافظة على المحاكم الروحية وكليتي اللاهوت المسيحي ( الكاثوليكية – الارثوذكسية) وحرّية العبادة وممارسة الشعائر الدينية، وإعادة المدارس المملوكة من الكنائس والتي صادرها النظام السابق إلى مالكيها.
ولا شك في أن التصريح بأنه سيتمّ إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية مهمّ لعودة الشباب السوري من المغتربات ومنهم الشباب المسيحي .
هذه الوعود الشفوية إذا ما صدرت بأوراق رسمية مكتوبة عبر قرارات من جهات رسمية، تستند إلى دستور جديد، فإنها ستساهم بازدهار عدد المسيحيين وعودة جزء منهم ليساهموا في إعادة الاعمار بالاختصاصات والعلوم التي لديهم، وجلب التمويل الدولي عبر علاقات لهم نُسجت خلال مئات السنين وإضفاء لون جديد للفسيفساء السورية الرائعة، لتزدهر السياحة وتخلق فرص عمل تساهم في التنمية الاقتصادية.
+عضو المؤتمر المسيحي العربي
المصدر: النهار