مناضل سوري من مواليد مدينة أريحا في محافظة إدلب، أيّد الثورة وناصرها، فناله بطش النظام وأجهزته الأمنية، وجرى اعتقاله وأبناءه عدّة مرات، ليستشهد، لاحقًا، في قصف لطيران النظام على مدينته.
أثبت العاقل حضوره ضمن صفوف “حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي” عضوًا، وأمينًا لفرع الحزب في إدلب، وعضوًا فاعلًا في لجنته المركزية، كما شغل عضوية فرع “هيئة التنسيق الوطنية” في فترة ما.
عاش حياة شاقة، مثله مثل أي مواطن سوري، في رحلة البحث عن الكرامة المسروقة، فقد جرى نقله من مكان عمله في أريحا إلى مدينة حارم التي تبعد 75 كيلو مترًا عنها، فكان يضطر لركوب حافلتين يوميًا للوصول إلى عمله؛ بسبب بعد المسافة، كما أوقف عن عمله بوصفه مدرّسًا، وعُيّن موظفًا بعد أن أمضى ما يزيد على 20 عامًا في التدريس للمرحلة الثانوية، وأثبت في مهنته تميّزًا غير معهود. كل ذلك؛ لأن أحدًا من زبانية النظام، كتب فيه تقريرًا يفيد بأنه رجل حر، مُعارض لسلطة الطغيان.
تميّز العاقل بعصاميةٍ ونُبلٍ منذ صغره، فعمل في شبابه أعمالًا مختلفة، ليؤمّن دخلًا، ومنها مُدرّسًا وكيلًا في إحدى القرى التابعة لمنطقة أريحا، وبعد تخرّجه من كلية العلوم الإنسانية- قسم اللغة العربية، تقدّم إلى عدة مسابقات ولم ينجح، وبقي أستاذًا وكيلًا لمدة خمسة أعوام.
عُيّن في الثانوية الصناعية في منطقة جسر الشغور لمدة خمسة أعوام -بعد أن جرى قبوله في إحدى مسابقات وزارة التربية- ونُقل بعدها إلى ثانوية “عادل القسام للذكور” في مدينة أريحا، واستمر 15 عامًا، يُدرس طلاب الثالث الثانوي. تعرّض خلال عمله للمساءلة والتحقيق أكثر من مرة، بتهمة تحريض الطلّاب على النظام، وخصوصًا أنه كان محبوبًا كثيرًا من طلابه.
سافر إلى دمشق؛ ليحضر اجتماعًا للمعارضة من أجل (جنيف 1) واعتُقل على حاجز القطيفة، وبقي في معتقلات “الأمن العسكري” في دمشق لمدة 50 يومًا، وبعد إطلاق سراحه اعتُقل من “الأمن السياسي” في دمشق وهو عائد إلى أريحا، وبقي مُعتقلًا لمدة 10 أيام على ذمة التحقيق، ليتفاجأ، لاحقًا، بتوقيفه عن العمل وحجز كل مستحقاته المالية، وطرده.
اعُتقل اثنان من أبنائه، ولم تلن عزيمته، وقضى صفوان العاقل بتاريخ 29/ 11/ 2015 في قصف جوي لطيران النظام على سوق شعبية في أريحا.
المصدر: جيرون