الوجود الشيعي في سورية قبل سيطرة البعث وحافظ الأسد كان هامشيًا جدًا. وانتشار التشيع في أوساط العلويين، وبدعم من سلطة الاسد الاب والابن كان لأجل خلق مشروعية دينية بأنهم فرقة اسلامية، والترابط الاستراتيجي مع إيران “ولاية الفقيه”، والاستفادة من هذا التحالف في المسائل الإقليمية والدولية.. التشيع في سورية مقدمة لتغير ديمغرافي هدفه تغيير سياسي بعيد المدى.. العلوية السياسية المتشيعة أصبحت مسيطرة فعلا على مفاصل الدولة والمجتمع في سورية.
اولا: هذا الكتاب الثالث الذي نقرأه للدكتور عبد الرحمن الحاج، وهو متميز سواء للموضوع المطروح؛ الشيعة الاثني عشرية في سورية وجودا وتطورا، وتشييع مجتمعي عبر فترة زمنية طويلة نسبيا. و يتميز أيضا بكونه جاء في سنوات الثورة السورية، والحضور الطائفي الشيعي – الإيراني والأفغاني وغيرهم، ومعهما حزب الله اللبناني المدافع عن النظام الاستبدادي السوري المجرم؛ المتماهي بالطائفة العلوية السورية، وهي إحدى طوائف الشيعة. وأهمية رفع الغطاء عن ظاهرة التشيع في المجتمع السوري وعدم الصمت عنها، وهي تحت عين وسمع النظام السوري وبرضاه، وتحقيقا لمصالح سياسية ومجتمعية، ستوضح عبر قراءتنا للكتاب.
ثانيا : يبدأ الكتاب توطئة كمدخل للبحث الذي يعمل عليه، في تناول ما سبقها من دراسات حول الموضوع، ويجدها -على قلتها- اما انطباعية أو تنطلق من موقف مسبق مع او ضد الظاهرة وجودا وامتدادا. وهي لا تفي بالغرض ولا تلبي الحاجة لرفع الغطاء عن الظاهرة، ووضعها تحت مجهر البحث العلمي. وحدد الكاتب منهجية بحثه الاستقصائية والتحليل و التتبع الزمني للظاهرة مجتمعا وامتدادا على رقعة سوريا إلى عام 2007 ، حيث طبعة الكتاب الأولى. وللعلم نحن أمام الطبعة الثانية 2017، حيث يزيد الكاتب على محتوى كتابه كل مستجد يفيد في الموضوع وينيره أكثر.
ثالثا : الفصل الأول: المنبوذون:
الإحياء (1919- 1969)
.حيث يقسم الوجود الشيعي في سوريا إلى مرحلة ما قبل الدولة الوطنية السورية، في العهد العثماني، ويؤكد أن الوجود الشيعي (الإثني عشري) في سوريا يكاد يكون معدوما، قياسا بالوجود الواضح والتاريخي في العراق ولبنان، ضمن المجال الجغرافي لبلاد الشام، وان اغلب الموجود هم من الطوائف المنضوية في المرجعية الشيعية والمحسوبين منشقين عنها؛ مثل الدروز والإسماعيليين والعلويين النصيرية. اما مرحلة الدولة الوطنية ، فقد ذكر أن وجود الشيعة محدود جدا لا يتجاوز 4 بالألف من السكان ، واستقر وجودهم في أحياء دمشق القديمة الأمين والجورة، والتي حضر إليها الشيخ محسن الأمين من جبل عامل في لبنان في ثلاثينات القرن الماضي، وسيقوم بدور ديني (يصحح العقائد) ويبني المدارس الدينية ويخرج الشيعة من عزلتهم، ويستمر بدوره هذا حتى وفاته أوائل الخمسينات من القرن الماضي. يلاحظ الكاتب أن لا حضور سياسي للشيعة في سوريا، إلا بعد انقلاب آذار 1963 وبداية الحضور العلوي (النصيري) في السلطة السورية الجديدة، وسيكون لهم وزير في حكومة 1966 وهي أول حضور سياسي شيعي مباشر في الواجهة السياسية السورية .
رابعا. موطئ قدم ( 1970- 1990)
.في هذا الفصل يتوسع الكاتب – بالغوص عميقا – في حقيقة السلطة السورية؛ المتغطية بكونها سلطة حزب البعث وأنها قومية عربية، بكونها سلطة طائفية بالعمق للعلويين بقيادة حافظ الأسد منذ 1970، وبوادره منذ انقلاب آذار 1963، ويتوسع في طرح مشكلة مشروعية انتساب العلويين إلى الإسلام أو إلى الشيعة، ولأن لذلك علاقة بشرعيتها الدينية، أو حق حافظ الأسد أن يكون رئيسا للجمهورية 1970، ودور موسى الصدر وفتواه في اعتبار العلويين شيعة مسلمون وبالتالي حافظ الأسد العلوي (مسلما)، لذلك كان هناك رعاية لتيار علوي ظهر بدايات القرن الماضي، ينتصر لعودة العلويين إلى الانتساب للشيعة، متجاوزين تقيتهم المفرطة وغلوهم وانكماشهم على نفسهم، ومتجاوزين التيار العلوي التقليدي . وكان الشيخ عبد الرحمن الخير أحد أهم شيوخ الطائفة الذي تزعم هذا التيار وقدم له الزاد الفكري من كتب ونشر، والامتداد الواقعي في أوساط الطائفة العلوية، وسمي هذا التيار: تيار عودة الفرع (العلوي) إلى الأصل (الشيعة)، وقد حظي هذا التيار بدعم حافظ الأسد ، وبالتالي السلطة السورية في أوساط العلويين، واقترن ذلك بحضور رجال دين شيعة ايرانيين ولبنانيين وعراقيين، وكان أهمهم رجل الدين حسن الشيرازي العراقي من اصل ايراني، الذي جاء إلى منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، وأخذ ينشط ويدرس وساعد على احتواء مقام السيدة زينب وتحويله لقبلة شيعية وأسس بناء الحوزات الشيعية بجوارها، وكان مقدمة لخلق حالة تشييع محلية، والتأسيس لاستقبال الشيعة العراقيين والإيرانيين ، الذين يشكلون مجتمعا شيعيا ممتدا. وسيستمر بدوره في التبشير الشيعي حتى اغتياله في لبنان أوائل ثمانينات القرن الماضي. و ينشأ تيار تشييع داخل الطائفة العلوية برعاية حافظ الأسد نفسه، ففي وعي الأسد كان التشيع الملجأ الذي ينمي الشخصية العلوية ويعطيها بعدها الفكري والسياسي والاعتقادي، وبالتالي العمل للتكتل والعمل المشترك والتغلغل لاحقا في بنية الدولة بشخصية عقائدية شيعية ثابتة وواضحة، و حيث سيسمح لأخيه جميل الأسد بتكوين جمعية المرتضى الشيعية، التي ستنشط في أوساط العلويين والسنة وفي كل الجغرافيا السورية، ويتركز النشاط في الشمال والشرق السوري بشكل أساسي. يوضح لنا الكاتب دور التشييعي لشيعة لبنان بالتأثير على العمالة السورية هناك، حيث يعود هؤلاء المتشيعين الجدد إلى بلداتهم وعائلاتهم ويقومون بدورهم الديني الجديد. ولا يغيب عن البحث ما حصل مع شيعة لبنان ومجيء موسى الصدر رجل الدين الإيراني، ودوره في بداية سبعينات القرن الماضي حيث كتلهم، وإعطائه لهم بعدا اجتماعيا وسياسيا ودينيا، وشكل حركة أمل الشيعية التي سيخرج من رحمها لاحقا حزب الله اللبناني الشيعي، التابع لسلطة ولاية الفقيه الايراني. سيكون للأسد الأب موقفا مرتابا من حركة الخميني في إيران، و سيطرة الملالي على السلطة والمجتمع، ويتحالف سياسيا مع إيران الخميني، ويعرقل تغلغلها الديني في المجتمع السوري، خوفا من ثورة دينية عليه ولو كانت شيعية، فقد كان منهمكا في صراع مفتوح مع حركة الإخوان المسلمين والطليعة المقاتلة التي أنتجت اجتثاث للبنية السياسية المجتمعية والوطنية، جراء القمع الذي قام به نظام الأسد، لذلك لم يعط للإيرانيين كشيعة ومصدري ثورة فرصة أن يتغلغلون في سورية، ولا حتى حزب الله اللبناني حتى بداية التسعينات من القرن الماضي. لكن التشيع الديني سيستمر بوتيرة عادية، سيحل الاسد الاب جمعية المرتضى بعد أزمة مرضه ومحاولة أخيه رفعت الانقلاب عليه، لكن تحالفه مع ايران وحزب الله الشيعي اللبناني يزداد ويتطور مع الزمن، فمن موقف معادي من حزب الله للهيمنة السورية في لبنان، الى تحالف استراتيجي، يبدأ فعلا في ثمانينات القرن الماضي ، حيث كان دخل النظام السوري الى لبنان كطرف في أجواء الحرب الأهلية ، ليتحول إلى اللاعب الفاعل ، يحجم القوى الوطنية والثورة الفلسطينية، ويؤسس بتبادل الأدوار مع (إسرائيل) لإخراجها من لبنان، ويدعم الوجود الشيعي السياسي- لحركة امل- والعسكري حزب الله الذي يحتكر السلاح و”المقاومة” لاحقا، ويتحول أداة تستخدم سياسيا وعسكريا عند الحليفين إيران والنظام السوري. المهم اخيرا يتناغم الدور السياسي للنظامين السوري والإيراني وعبر حليفهم حزب الله في لبنان ، ستبدأ وتيرة التشييع في سورية بوتيرة مختلفة وأكثر فاعلية ابتداء من التسعينات حتى سنة الالفين وفاة حافظ الأسد.
خامسا : ظاهرة العمائم السود.
البعث (1991- 2000)
.في هذا الفصل يتحدث الكاتب عن استتباب الأمر -نسبيا – لحافظ الأسد سواء في سوريا حيث لم يعد هناك أي صوت معارض جدي، أو في لبنان الذي تم شرعنة وجود النظام السوري هناك وحليفه حزب الله ودوره المركزي في السياسة اللبنانية ، وفاة الخميني وانتهاء الحرب العراقية الايرانية، ومزيد من التحالف الاستراتيجي بين نظام الأسد وإيران، الذي سيفضي لمزيد من فتح المجال للحضور الشيعي والنمو للتشيع في سورية اعتبارا من التسعينات بدفعة قوية، فقد بدأت حملة واسعة لإعادة إحياء الأضرحة الدينية المعتبرة لآل البيت والشيعة عموما، فبعد احياء مقام السيدة زينب وتحويل البلدة لقم الصغرى واغراقها بالمستوطنين العراقيين والايرانيين الشيعة، وبناء الحوزات الدينية الشيعية بأعداد كبيرة وتحويلها لمركز إشعاع ديني شيعي، ومركز تعليم وتشييع يطال سوريا وجوارها ودول الخليج . سيتم إحياء مقام السيدة رقية بجوار الجامع الأموي وتحويله لمركز إشعاع شيعي يستحوذ عليه الشيعة أيضا، وسيتم اختلاق قبر سكينة ابنة علي ابن ابي طالب في منطقة داريا، وكذلك في حلب وبناء مسجد النقطة الشريفة؛ حيث يدعى أن نقاط من دم رأس الحسين سقطت هناك، وكذلك مقام ومسجد عمار بن ياسر وغيره في الرقة من الصحابة المحسوبين من أشياع آل البيت، وكذلك الحال في أي مكان في سوريا لاستثماره دينيا للتبشير الشيعي، حيث يعتبر المقام مقدمة للسياحة الدينية للزيارة والتبرك، والسكن بجواره من بعد ، ومن ثم بناء الحوزات والحسينيات والتعليم والتبشير، ضمن سلسلة من التصرفات المتتالية تلقائيا، بالدعم من السلطة السورية ، والإمداد المادي موجود من الدولة الايرانية، او عبر المرجعيات الشيعية التي تبني مؤسساتها المادية الخاصة عبر مؤسسة الخمس والزكاة والتبرعات الدينية. أن تكامل حضور رجال الدين الشيعة، وبناء الأضرحة واستثمارها للتشيع، ودور العمال المتشيعين في لبنان أوساطهم العائلية والمجتمعية، وصمت النظام وأجهزته عن ذلك؛ إن لم نقل دعمه، أدت هذه الظاهرة تشييع واسعة بأوساط السنة السوريين في أغلب المدن السورية، والتي كان لها مكسب مباشر للنظام السوري ببنيته العلوية المتشيعة، والتبعية للنظام الايراني الشيعي علنا ابتعاد هؤلاء المتشيعين عن الولاء الوطني السوري لولائهم الشيعي الجديد.
سادسا. احتلال المركز
الزحف (2000- 2007)
.ينتقل الكاتب للحديث عن مرحلة جديدة من العلاقة بين سلطة الأسد الابن وإيران وحزب الله اللبناني، فبدأ من تجهيز الاسد الاب لابنه باسل للتوريث للحكم، ومن ثم مقتله، واستدعاء بشار الأسد ليكون الوريث الجديد، وربطه بعلاقة مباشرة من حسن نصر الله واستلامه الملف اللبناني، ومع ازدياد قوة تيار التشيع في أوساط العلويين السوريين المزروعين في الجيش والأمن وأهم مفاصل الدولة ، ومع الإيرانيين الذين باتوا الحلفاء الاستراتيجيين الأقرب للأسد الابن، لذلك فتح للتشيع أبواب سورية كاملة، الحوزات الشيعية انتشرت بكثرة ورخصت أمنيا، ولم تتبع لوزارة الأوقاف او وزارة التعليم، وصارت ظاهرة التشيع مشرعنة وتقوم ومناشطها دون أي رد ومواجهة، باستثناء بيان لعلماء المسلمين يتيم، يذكر على استحياء حوزات الشيعة ومراكزها في الإساءة لاعتقاد الأغلبية الاجتماعية أهل السنة، وما يلاحظ من الإساءة لصحابة رسول الله ، أو بناء الحسينيات، والتعليم دون ضابط أو ترخيص. وقامت بعض الوزارات وحتى القيادة القطرية لحزب البعث بنقد الظاهرة ورفضها والمطالبة بملاحقتها قانونا، لكن السلطة المباشرة للأمن وأجهزة الدولة استمرت ترعى ظاهرة التشيع وامتدادها وتقدم لها أسباب الحياة والنمو.
سابعًا. الاختراق.
الدخول لعمق الدولة.
في هذا الفصل يتحدث الكاتب عن انتقال تيار التشيع إلى الهيمنة المباشرة على مفاصل الدولة، جيش وأمن وبقية الوزارات والمؤسسات الحكومية، وبالتالي استثمار إمكانية الدولة لنمو التشيع وتوسعه. ففي البدء يرى الكاتب أن الوجود الشيعي اصلا محدود، واي تشييع مهما أخذ يتوسع مع الزمن لن يتجاوز تشكل أقلية تطالب بحقوق مطلبية، واقصى حد قد تطالب ببعض الحقوق السياسية بتواجدها في الدولة. لكن واقع الحال أن تيار التشيع داخل الطائفة العلوية يتوسع ويمتد، وهو الذي يعمل لان ينغرس في كل مفاصل الدولة والمجتمع، كنماذج تحدث الكاتب عن محمد ناصيف خير بك العلوي المسؤول الأمني حتى وفاته ودوره بالعلاقة مع القيادة الإيرانية منذ الخميني حتى وفاته، وهشام بختيار الشيعي الأصل ومسؤول الأمن والفاعل دوره حتى مقتله في خلية الأزمة في الثورة السورية، وكذلك محمد منصورة ضابط الأمن العلوي المتشيع، الذي رعى التشيع في الشمال السوري والجزيرة، وغيرهم كثير. وقبل ذلك علاقة بشار الأسد بحسن نصر الله والقيادات الإيرانية، وتشبعه النفسي والعقائدي بالتشيع وإعطائه كل الفرص للنمو في سوريا دولة وشعبا.
.إن ظاهرة التشيع في سوريا عنت اخيرا بالنسبة للأسد الأب وبعده ابنه، ملاذا عقائديا متجاوزا العلوية ، وإعادة شرعيتها عبر انتسابها للشيعة، وعنت امتدادا لصناعة الهلال الشيعي ممتدا من ايران الى العراق فسوريا فلبنان، وهناك عمل جاد لخلق هذا التواصل العقائدي الجغرافي للتشيع الذي يتمظهر عبر الهيمنة الإيرانية من خلال تولي ايراني منصب ولاية الفقيه واصبح بموجبها قائدا للدولة الإيرانية ومن ثم للشيعة عبر العالم، وتحول ذلك عند الشيعة لولاء فوق وطني؛ وقد يكون في أغلب الأحيان ضد وطني. وهنا تكمن خطورة التشيع وامتداده في سوريا او اي مكان آخر.
ثامنا. الخاتمة.
.يحاول الكاتب في الخاتمة أن يثمر بحثه بنتائج ميدانية عن وجود الشيعة في سوريا وامتدادهم، وتطور وجودهم واحتمالها المستقبلي، ويرى أن لا خوف ديمغرافي للتشيع في سوريا في المستقبل المنظور؛ إلا في حالة تشيع علوي واسع او التحاق قبائلي بالتشيع كما يحاول الدعاة العمل في شمال سورية والجزيرة والشرق السوري، في تلك الحالة هناك مستجد ديمغرافي، عدد سكاني يستدعي تبعيته السياسية والمجتمعية، وإذا نظرنا لذلك ضمن معادلة هيمنة النظام الاستبدادي السوري العلوي بعمقه المتشيع باغلبه الان ، فنكون أمام ظاهرة تستحق الدراسة والمواجهة ايضا.
اخيرا. ومن وجهة نظرنا قراءة ومتابعة للكتاب والواقع، نرى أن الكتاب يكاد يكون السباق في دراسة ظاهرة الشيعة والتشيع في سوريا. والاهم ربطها بالسلطة السياسية السورية وعمقها الطائفي العلوي وتحولها للتشيع، وأدوارها الإقليمية والدولية، غير دورها التخريبي داخل سوريا، وأفق الدولة الإيرانية الشيعية الاستراتيجي، لصناعة دولة دينية عابرة للوطنية والقومية، في عصر تم تجاوز تلك الأنظمة وامتدادها الامبراطوري، وما يعني من مشاكل لسوريا والمحيط الإقليمي والدولي، وانتظار حصول حرب أهلية طائفية دينية واثنية، يؤسس لها الان على الارض، وتمتد فعلا في العراق وسوريا ولبنان واليمن، والاحتمالات مفتوحة على دول الخليج ايضا. فما استجداء النظام السوري بالطائفة العلوية السورية وادعائه حمايتها وتورط اغلب ابنائها بحرب إبادة متبادلة على الشعب السوري، وما استدعاء حزب الله الشيعي اللبناني، لحرب (مقدسة) في سوريا ضد الشعب السوري، واستدعاء الميليشيا الطائفية الشيعية الايرانية والافغانية وغيرها، إلا النتائج العملية للتشييع والاستخدام السياسي لها عبر نظرية ولاية الفقيه، والحروب المقدسة على أبناء الوطن والاخرين المختلفين، التي تؤدي لقتل متبادل وعميم، وما رد الاسلاميين الجهاديين أنصار القاعدة وداعش وحروبهم الدينية إلا الوجه الآخر للعملة ، ومقدمة لحروب الفناء المتبادل.
نحن أمام حاجة إنسانية ووجودية لتحرير الدين من استخدامه السياسي الطائفي والفئوي أو المجتمعي السلبي، والانتقال لمربع العقل العلمي المصلحي الموجه للخير الاجتماعي، لتحقيق الحرية والعدالة والتشاركية السياسية والديمقراطية والمواطنة المتساوية وحكم القانون والحياة الأفضل.