غياب التفاهم حول المواقف المبدئية من القضية الفلسطينية والتصعيد الدامي الذي يشهده قطاع غزة.
انفض اجتماع القادة المشاركين في أعمال “قمة القاهرة للسلام” السبت من دون التوصل إلى بيان ختامي مشترك إزاء الأحداث الدامية في فلسطين، مما عُدّ سابقة غير معهودة.
وغادر الزعماء المشاركون تباعاً من دون توضيحات معلنة عن عدم التوصل إلى صيغة بيان مشترك، إلا أن مراقبين اعتبروا ذلك نتيجة لغياب التفاهم حول المواقف المبدئية من القضية الفلسطينية والتصعيد الدامي الذي يشهده قطاع غزة منذ حوالى ثلاثة أسابيع والذي عبرت عنه كلمات ممثلي بعض الدول التي حملت الطرف الفلسطيني ممثلاً بحركة “حماس” النتائج المترتبة على الحرب، في حين رأى آخرون في الحرب الجارية حالياً نتيجة لانسداد أفق المسار السياسي المتعلق باتفاقات السلام وفق مبدأ حل الدولتين.
انقضاء الساعات الثلاث
وعقب الجلسة الأولى التي انتهت بكلمات الملوك ورؤساء الدول ورؤساء حكومات بلدان عربية وغربية، رفعت الجلسة في حين كان مقرراً أن تعود للانعقاد بعد نصف ساعة فقط، ولكن بعد مرور ثلاث ساعات لم يتوصل المشاركون إلى صيغة اتفاق تتيح إصدار بيان مشترك.
وإزاء ذلك أصدرت الرئاسة المصرية بياناً حمل استنكاراً لما اعتُبر أنه “القصور الجسيم في عدم إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية”، مرجعاً السبب في ذلك إلى أن هذا القصور “سعى إلى إدارة الصراع لا إنهائه”.
وشهدت القمة غياب كلمتي قيادتي الإمارات وقطر، فيما غادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قاعة القمة بعد انطلاق أعمالها بدقائق وفقاً للديوان الأميري.
“استئناف ما بدأناه”
في ردها على ما خرجت به اللقاءات المغلقة في القاهرة التي لم يصدر عنها بيان، أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي مثلت حكومة بلادها في القمة أنه “من المهم أن نعيد مركزية القضية الفلسطينية بصورة رئيسة ومن الواضح أننا دفعنا هذه القضية جانباً، وهذه مسؤولية جماعية تقع علينا جميعاً، وبالتالي كان هناك اليوم التزام باستئناف العمل سريعاً في شأنها وهذا من مكاسب اجتماعنا”، في إشارة إلى مواصلة المشاورات الدبلوماسية حول أوضاع فلسطين من دون الإفصاح عن موقف مشترك إزاء توصيات القمة.
وقالت في حديث إلى الصحافيين “نؤمن بحق الجميع في الأمن والسلام وحق الفلسطينيين في دولتهم وكذلك بأمن إسرائيل، ولهذا لا نزال نؤمن وننادي بحل الدولتين كأمر أساسي إذا ما أردنا تحقيق سلام وأمان مستدامين في المنطقة”.
وتابعت كولونا أن “هذه هي الرسالة التي وجهناها اليوم في وقت نرى ألماً وتوتراً وفظائع كبيرة ولكن من المهم جداً أن يكون هذا المؤتمر موعداً لنا والاتصالات بدأت والعمل سيستمر”.
أما عن وجهة نظر بلدها حيال التهدئة، فقالت إن “الأمر المهم بالنسبة إلى فرنسا هو السلام والعيش بأمان وهو الحل المستدام وباريس مقتنعة بأن الإرهابيين (في إشارة إلى حركة ’حماس‘) لا يمثلون الشعب الفلسطيني فالشعب الفلسطيني يريد العيش بسلام”.
ولفتت كولونا إلى أنه “من الأهمية بمكان العمل على تفادي انطلاق دوامة تؤدي إلى تفاقم الصعوبات أو زعزعة أمن المنطقة، وهذا كان هدفنا اليوم. وأود هنا أن أشيد بالرئاسة المصرية التي تمكنت في وقت سريع من جمع عدد كبير من الدول”، وأكدت “أهمية وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بأسرع ما يمكن، إذ لا ننسى وضع النازحين هناك وحاجاتهم الماسة إلى المياه والأغذية والدواء، ومن الجيد أن القافلة الأولى تمكنت من العبور اليوم وهذا ليس كافياً ويجب أن يكون وصول المساعدات مستداماً”.
يذكر أن الوزيرة الفرنسية قالت في كلمتها أمام القمة إن “عملية حماس ضد إسرائيل في الساع من أكتوبر الجاري قاسية وبربرية”.
وعقدت القمة بالتزامن مع دخول الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة التي تضمنت 20 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والطبية عبر معبر رفح الحدودي في شمال سيناء.
وكان منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث كتب اليوم عبر حسابه على منصة “إكس” أن قافلة المساعدات الأولى التي دخلت إلى غزة “يجب ألا تكون الأخيرة”، قائلاً “أثق بأن عملية إيصال المساعدات هذه ستكون بداية جهد مستدام لتوفير الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود إلى سكان غزة بطريقة آمنة، غير مشروطة ومن دون عوائق”.
المصدر: اندبندنت عربية
هل هذه مؤتمر قمة للسلام بالمشرق العربي//الشرق الأوسط أم مؤتمر لإظهار التضامن مع الكيان الصهيوني والاصطفاف مع من يقف مع الجلاد ، الدول الغربية وامريكا هرعوا مهرولين للحفاظ على صنيعتهم ، وعقدوا القمة لإضافة دول للحفاظ على ربيبتهم ، إنها قمة العار .