١. على أبواب العام الثامن للاحتلال الروسي لسورية، ووصول الحال في سورية الى أسوأ ما يكون، يجب فهم ما يحصل الآن في سوريا وما حصل في الماضي منذ عام ٢٠١٥م تاريخ التدخل الروسي نصرة للنظام السوري المستبد المجرم على الشعب السوري وثورته.
٢. كانت الثورة السورية قد تفجرت في آذار ٢٠١١م امتدادا للربيع العربي، وخرج الشعب السوري باغلبه يسقط نظام الاستبداد المؤبد منذ عقود، مطالبا بالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية. لكن النظام لم يستجب لمطالب الناس و اعتمد الخيار العسكري في مواجهة ثورة الشعب السوري ، بناء على نصائح حلفائه الدوليين و الإقليميين وبناء على تجربة قمع حراك الشعب السوري في ثمانينات القرن الماضي، وادى ذلك لردود فعل من الشعب والثوار و تشكيل مجموعات عسكرية مواجهة النظام تحت مسمى الجيش الحر، كما بدأ جيش النظام بالتفكك وانشق كثير من ضباطه، وبدأ يخسر النظام مدنا وبلدات كثيرة. بحيث أصبح في توقيت ما اغلب سورية وشعبها خارج سيطرة النظام.
٣. استعان النظام بكثير من أبناء الطائفة العلوية ودفهم للالتحاق بالجيش أو المجموعات العسكرية الموازية ليوقف انهياره، كما استعان بحزب الله اللبناني وإيران واستفاد من دعمها العسكري والمالي، وكذلك استدعى مرتزقة طائفيين عراقيين وافغان وغيرهم. كل ذلك لم يمنع تهاويه واقتراب سقوطه.
٤. تداعت الدول الراعية للنظام السوري، امريكا روسيا و(اسرائيل) لكونه يمثل استمرارا لشبكة مصالحهم في المنطقة، وأعطوا روسيا الضوء الأخضر للتدخل في سورية وأن تفعل أي شيء لإيقاف إسقاط النظام السوري، وبالفعل دخلت روسيا بقوة نارية جوية عالية جدا. استهدفت كل سوري في المناطق المحررة، لم تترك بناء او سوق او مدرسة او مستشفى او حي مكتظ الا وقصفته ودمرته، أظهرت روسيا أن الشعب السوري هو عدوها وليس الثورة والثوار فقط، انعكس هذا على ملايين الشعب السوري الذي بدأ بالهروب داخل سوريا واللجوء الى خارجها.
٥. كان للتدخل الروسي لمساعدة النظام ودعمه، نتائج كارثية على الشعب السوري، نصف الشعب السوري أي ما يزيد عن اثنا عشر مليون سوري نازح ولاجئ داخليا وخارجيا. أكثر من مليون قتيل، ومثلهم مصاب ومعاق. أكثر من نصف البنية التحتية السورية دمرت وسويت بالأرض، اغلب حلب وحمص ودير الزور والمعضمية وداريا ودوما والزبداني والرستن والقصير.و…. الخ اصبحت خاوية تنادي أهلها الذين ماتوا أو هربوا بأرواحهم. من كان وراء ذلك ؟. إنها آلة الحرب الجوية الروسية، وحزب الله والايرانيين و المرتزقة الطائفيين على الأرض. نعم الكارثة السورية فاعلها الأساسي هم الروس.
٦. لم يكتفي الروس في دورهم العسكري بكسر الثورة السورية عسكريا، وقتل وتشريد الشعب السوري، وتدمير سورية، بل زاد وأخذ دورا سياسيا يتكلم باسم النظام ويقود تحركاته السياسية، فهذه امريكا والعالم كله يفوض روسيا ان تدير الملف السوري، ليكون بيد روسيا وايران وتركيا، في استانة وسوتشي وما بعدهم، اُسقط بيان جنيف والقرار الدولي ٢٢٥٤ الذي يتكلم عن سلطة انتقالية ودولة ديمقراطية. نعود للمربع الأول وهو: استمرار النظام وتوافقات على الأرض بما تبقى بيد الثوار لعودة النظام حاكما فعليا لسورية ودون اي متغير سياسي، سوى لجنة دستورية تنازع قبل الموت. لقد رعت روسيا موت الثورة السورية، وبرضى وتوافق دولي.
٧. هذه هي روسيا الآن وفي الميدان رعت اعادة سيطرة النظام في ريف حماه وريف إدلب ، توقف التقدم وتثبتت خريطة لجزء من سورية محررة…
حيث تقدم الروس أرض محروقة وتقدم النظام والإيرانيين وحزب الله على أنقاض بيوت و أشلاء الناس، مهددين اربع ملايين إنسان بمصير لجوء وتشرد في ادلب والشمال السوري المحرر. وتستمر المأساة السورية.
اخيرا، لقد كانت روسيا ومعها ايران وحزب الله والمرتزقة الطائفين، هم الأدوات القذرة في لعبة قتل الشعب السوري وإنهاء ثورته، والعمل لإعادته عبدا في مزرعة النظام السوري المجرم القاتل.
هذه روسيا الى الان التي فتحت على نفسها جبهة حرب ظالمة جديدة في اوكرانيا، قد تودي بحكم بوتين ومن حوله. ومع انه منشغل بهذه الحرب بكل امكانياته، مع ذلك يذكر الشعب السوري وثورته انه مازال حاضر في سورية ودوره القاتل الوحشي مستمر، فهو بشكل شبه يومي يرسل طائراته لتغير على اطراف المناطق المحررة السورية يقصف المدنيبن العزل ويسقط منهم الضحايا…
لسان هال روسيا: مازلت هنا…
اما الشعب السوري فقد أصرّ على ثورته واسترداد حقوقه، وإسقاط نظام الاستبداد المجرم، رغم عدم امتلاكه لامكانيات المواجهة. لكن الصراع مستمر والشعب السوري لن يتنازل عن حقه بالحرية والعدالة والديمقراطية، خاصة بعد تقديمه كل هذه التضحيات.
الصراع مستمر ولو ظهر أنه حُسم لصالح النظام و حليفته روسيا. لكن الشعب لن يستسلم و سيعاود الكرة لينتفض ويثور وينتصر بعون الله.
هذه هي بشائر الثورة المتجددة من الشعب السوري من أهلنا في السويداء والجنوب السوري عموما تؤكد استمرارية الثورة، وحتمية نصرها…بعون الله…
المصدر: صحيفة إشراق