كثيراً ما نسمع بمصطلح (التفكير خارج الصندوق)، ولابد أن الجميع تساءل عن معناه حيث كثيرا ما نسمع عبارات مثل: «التفكير خارج الصندوق»، و«نريد أفكاراً من خارج الصندوق»، من دون أن يقول لك أحد ما هو الصندوق الذي يفكرون أو يريدونك أن تفكر معهم خارجه!
بالتأكيد ينصرف الذهن عند سماع هذه العبارات عن الصندوق إلى أن المقصود هو الأفكار الجديدة وغير التقليدية – وهو ترجمه للعبارة الإنكليزية Thinking outside the box،
التفكير خارج الصندوق يعني أن تدع كل تجاربك وأفكارك جانباً لتأتي بحل جديد لا يعتمد على أي شيء موجود بالصندوق، أن تترك لعقلك أن يختبر كل فكرة مهما كانت سخيفة أو غريبة دون ترشيح أو انتقاء، وهي مهارة بالأساس ترتكز على قدرتك على الإبداع.
تريد التفكير خارج الصندوق؟ فلما لا تستبدل الصندوق بصندوق آخر، هذا كل ما يعنيه التفكير خارج الصندوق هو أن تدع أفكارك المعتادة وتفكّر بمنظور آخر.
“التفكير خارج الصندوق” هو مفهوم أكبر بكثير من مجرد كليشيهات إدارية، إنه يعني الخروج من حدود أفكارنا وخبراتنا وتجاربنا السابقة إلى استخدام طرق مبتكرة ، وتصور المشاكل بشكل مختلف، والتفكير باستخدام أفكار جديدة وخلاقة بدلاً من الأفكار التقليدية أو المتوقعة، هذه الحدود هي الصندوق، والتفكير خارجه يعني الهروب من هذه الجدران ورؤية الصورة الكاملة، هو مفهوم يستحق التمعن بشكل أكبر في عالم اليوم المعقد والمتغير.
ولكن كيف نفعل ذلك بالضبط؟ وكيف يمكننا تطوير القدرة على النظر إلى الأشياء بشكل مختلف عن الطريقة التي ننظر إليها عادة في الأمور؟
علينا أن ندرك أن معظم إن لم يكن كل طرق التفكير خارج الصندوق يتطلب منا القيام بما هو غير مريح لنا، فجوهر هذا المفهوم هو الخروج من منطقة الراحة الخاصة بنا، لذلك نحن نحتاج إلى إدراك ماهية هذا الصندوق وفهم ما يمنعنا من التفكير خارجه، وفي معظم الأحيان، تكون هذه الموانع هي المعتقدات والافتراضات غير المرئية والمعمقة، وبمجرد تجاوزها سوف ندرك أن الكثير من الاحتمالات كانت محدودة من قِبل هذا “الصندوق” وليس بالضرورة لضعف في قدراتنا، فعلم نفسك على النظر إلى المشاكل من منظار مختلف، ولا تتجاهل أبداً حلاً محتملاً قبل أن تفكر فيه جيداً، فربما يكون مفتاح نجاحك هو في التفكير خارج الصندوق.
المصدر: صفحة شذى الجندي