فشل النظام السوري في تعويض النّقص الحادّ في العنصر البشري في صفوف قوّاته، رغم المساعي الروسيّة الحثيثة، ورغم المحاولات الكثيرة لتعويض ورفد القوّات على المستويات كافة، من ضباط وصفّ ضبّاط ومجنّدين ومتعاقدين مدنيين، وفق تقرير صدر عن مركز “جسور” للدراسات مساء أمس الجمعة.
التقرير أكد تعرّض أفواج القوّات الخاصّة ذات الأرقام 15 و35 و41 و44 و47 و53 للتدمير الكامل ما بين عامي 2012 و2013، وهي أفواج تعتمد على قوّات المشاة، وتتبع من الناحية التنظيمية تقسيمات مختلفة في جيش النّظام.
وقارن التقرير ما بين نسبة الاستكمال في صفوف قوات جيش النّظام السوري خلال عام 2011 وعام 2023، على صعيد الفرق العسكرية، بما تضمّ من ألوية وأفواج. وبلغت نسبة الاستكمال في الفرقة الأولى قبل عام 2011 نحو 70 بالمائة مقارنة بنسبة 30 بالمائة خلال العام الحالي. ويقصد بالاستكمال وفق التقرير نسبة العنصر البشري، حيث وصلت أعداد المتخلّفين عن الخدمة العسكرية الإجبارية لنسب عالية ما بين 30 و40 بالمائة في كل دعوة خدمة، وبلغ عدد المتخلفين في كل من محافظتي إدلب وحلب نحو 70 ألف شخص.
أما نسبة الاستكمال في الفرقة الرابعة قبل عام 2011، وفق التقرير، فقد بلغت 80 بالمائة، مقارنة بنسبة 45 بالمائة في العام الحالي، بينما بلغت في الفرقة الخامسة 60 بالمائة قبل عام 2011، مقارنة بنسبة 35 بالمائة حالياً، وفي الفرقة العاشرة بلغت النسبة 80 بالمائة مقابل 40 بالمائة، وفي الفرقة الـ17 بلغت 55 بالمائة مقابل 25 بالمائة، بينما بلغت النسبة في الفرقة الـ18، 60 بالمائة مقابل أقل من 30 بالمائة حالياً.
وأكد معد الدراسة، الباحث في مركز “جسور” رشيد حوراني، وهو أيضاً ضابط منشق عن جيش النّظام السوري، اتباع النّظام السوري عدّة آليات بهدف تعويض النّقص الحادّ في العنصر البشري بصفوف قوّات جيشه سابقاً، لكنه في الوقت الحالي لن يلجأ إلى حملات الدّهم والاعتقال الواسعة والمعلنة التي كانت تجري في السابق، إذ من شأن هذه العمليات أن تدفع المطلوبين للخدمة في مناطقه إلى التخفي، لكن يعمد إلى اعتقال المطلوبين للخدمة من خلال الدوريات التي تجوب المدن والبلدات دورياً، وخصوصاً في مدينة دير الزور مثلاً ودرعا، ويعتقل الشباب لتجنيدهم في صفوف جيشه.
ولفت حوراني، في حديثه لـ”العربي الجديد”، إلى أن هناك محاولات حثيثة من قبل المليشيات الإيرانية لإبقاء جيش النّظام السوري بحالة ضعف، لتزيد من تغلغلها فيه وتسيطر عليه وتستثمر المرافق والبنى التحتية العائدة له.
وبحسبه، فإن نقص خبرات القادة في جيش النظام هيّأ للمرحلة الأولى من هذا التغلغل، ونقص الاستكمال البشري يعد المرحلة الثانية التي تحافظ إيران عليها لزيادة تغلغلها، وهي تحاول تعويض هذا النقص من خلال دمج مليشياتها المحلية في جيش النظام؛ فمثلاً “لواء الرضا”، وهو مليشيا تضم مقاتلين سوريين مدعومة من إيران في حمص، هُيكِلت من جديد تحت اسم فوج التدخل السريع ضمن وحدات جيش النّظام السوري، بالإضافة إلى اللواء الـ313 في درعا.
وفشلت المحاولات الروسية، وفق حوراني، في إعادة هيكلة جيش النّظام، حيث أيقن الضباط الروس أن الأمر شبه مستحيل، وهذا ما دفع روسيا إلى تأسيس مليشيات تنفذ مهام مطلوبة منها على الساحة السورية، تتمثل بالفرقة الـ25 والفيلق الخامس، إضافة إلى إدخالها مليشيا “فاغنر”.
وقدّر عدد جنود النظام السوري وقوات الاحتياط قبل عام 2011 بنحو 769 ألف جندي، وبدأت الانشقاقات في صفوف جيش النّظام مع اندلاع الثورة في سوريّة عام 2011، وإعلان تشكيل الجيش الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد.
المصدر: العربي الجديد