تتحمل حكومة الاحتلال الإسرائيلية المتطرفة مسؤولية ممارساتها القمعية ودعمها لمجموعات المستوطنين الذين يمارسون الارهاب المنظم بحق الاماكن المقدسة ويقومون بقمع ابناء الشعب الفلسطيني في القدس وسائر الاراضي الفلسطينية المحتلة مما يؤدي الى تفجير الأوضاع بالمنطقة وهي بالتالي تتحمل كامل المسؤولية لتلك السياسات الخطيرة التي تقودها والهادفة لتدمير أي جهد إقليمي أو دولي يبذل لتوفير الاستقرار ومنع تدهور الأوضاع .
قيام المستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى ورفع علم الاحتلال في باحاته وتكرار اقتحام شرطة الاحتلال لمصلى باب الرحمة وتخريب تمديدات الكهرباء داخله حيث اقتحم عشرات المستوطنين، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، تحت حماية شرطة الاحتلال وأن المستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى، على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقَّوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، وأدَّوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية منه وكثفت شرطة الاحتلال من انتشارها داخل الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، ودقّقت في بطاقات الوافدين إلى المسجد .
سلطات الاحتلال تجر المنطقة لمربع العنف والتصعيد والتوتر وعدم الاستقرار، من خلال إصرارها على الاستمرار في سياسة العقاب الجماعي والقتل والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، وأن أبناء شعبنا لن يسمحوا لسلطات الاحتلال المساس بالمسجد الأقصى المبارك أو العبث فيه وإن الاعتداءات المتكررة على مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى هو لعب بالنار فهذا المصلى جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى .
وما من شك بان الحصار الذي تتعرض له المدن الفلسطينية إضافة الى استمرار اقتحام المدن والقرى والمخيمات، هو بمثابة عقاب جماعي على شعبنا الفلسطيني وأن هذه السياسة لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد، بل ستدفع الأمور إلى مزيد من التصعيد والتوتر.
حان الوقت لمتابعة تلك الملفات المهمة القائمة على ممارسة جرائم الاحتلال والمستوطنين في المحاكم الدولية المتخصصة لمحاسبة المسؤولين عنها، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ولا يمكن استمرار الصمت امام إقدام مستوطنين إرهابيين على إحراق منازل المواطنين وخاصة في قريتي قصرة وجالود جنوب نابلس، وقيام المستوطنين ايضا وضمن سياسة الارهاب المنظم الذي يمارسوه ومنهجهم القائم على تدمير مقومات الحياة الفلسطينية والعمل ضد ابناء الشعب الفلسطيني باقتلاع عشرات أشتال الكرمة والزيتون وأتلاف محاصيل زراعية، وتدمير شبكات الري في أراضي قرية حوسان وأتلاف محاصيل باذنجان وبندورة وفلفل في أراضي منطقة “واد قديس” غرب القرية، وتدمير شبكة المياه التي كانت تستخدم لري المزروعات، وتتعرض منطقة “واد قديس” التي تبلغ مساحتها أكثر من 400 دونم، وفيها حوالي 12 ينبوع مياه، وهي أراضٍ زراعية يعتمد عليها المواطنون في مصدر رزقهم، لاعتداءات المستوطنين المتكررة .
لا يمكن استمرار الصمت امام الجرائم التي ترتكبها العصابات الصهيونية المنتشرة في قواعد الإرهاب على سفوح وهضاب وجبال الضفة المحتلة والتي تعكس العقلية الاستعمارية العنصرية المتطرفة حيث تشعل الحرائق في ساحة الصراع ولا تتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم بحق المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل الآمنين في منازلهم .
لا بد من الإدارة الأميركية التدخل الفوري لوقف الممارسات الخطرة التي ترتكبها عصابات المستوطنين بحماية من حكومة وجيش الاحتلال والضغط على إسرائيل لوقف كافة إجراءاتها ووضع حد لمواصلة إرهاب الدولة المنظم، وحكومة الاحتلال وأذرعها المختلفة تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجرائم التي ترتكبها ميليشيات المستوطنين الإرهابية الهادفة الى التصعيد وخلق المزيد من التوترات في ساحة الصراع .
المصدر: الدستور