يعتزم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إجراء زيارة رسمية خلال الفترة المقبلة إلى تركيا وسوريا، وذلك وفق ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاثنين، في وقت يشهد فيه مسار التطبيع بين أنقرة والنظام السوري تقدماً لافتاً، ووسط موقف إيراني ضبابي من المسار وغياب المسؤولين الايرانيين عن اجتماعاته.
وقال كنعاني للصحافيين إن لدى رئيسي “خططاً من أجل زيارة كل من سوريا وتركيا خلال الفترة المقبلة بعد تلقيه دعوات من البلدين”، واصفاً العلاقات بين طهران ودمشق ب “الممتازة”. وأضاف أن ثمة محادثات تجري بين كبار المسؤولين الإيرانيين والسوريين، وفق ما أفادت وكالة “إرنا”.
وسبق إعلان كنعاني عن الزيارة المرتقبة اتصال هاتفي الأحد، بين وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان ونظيره السوري فيصل المقداد، جرى خلاله “بحث حول العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين والتنسيق العالي القائم بينهما على مختلف المستويات لما فيه مصلحة الشعبين في سوريا وإيران”، حسبما ذكرت وكالة “تسنيم”.
وقالت الوكالة الإيرانية إن عبد اللهيان ناقش مع المقداد التطورات في المنطقة والعالم وكذلك الاهتمامات المشتركة، مضيفةً أنهما أعربا عن “ارتياحهما للتطور المستمر في العلاقات الثنائية بين البلدين والتنسيق العالي القائم بينهما في كل المجالات”.
من جهته، اعتبر المقداد أن الدور الإيراني “هام وفعّال” في “دعم صمود الشعب السوري ومساعدة سوريا على مختلف المستويات، وخصوصاً في اجتماعات صيغة أستانة التي حققت إنجازات على أرض الواقع” حسب قوله.
وقال إن “إيران تقف إلى جانب سوريا في محاولات الضغط عليها والتدخل الخارجي في شؤونها الداخلية”، معرباً عن إدانته موقف الولايات المتحدة والدول الغربية من ملف إيران النووي، وثقته بقدرة طهران على “مواجهة هذه المؤامرات”.
وجاء الإعلان عن الاتصال بعد ساعات على إعلان وزارة خارجية النظام عن زيارة لمعاون المقداد، أيمن سوسان إلى طهران. وقالت الوزارة إن سوسان “سيجري مباحثات مع مسؤولين الإيرانيين، تتناول العلاقات الثنائية وآخر التطورات في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وزيارة رئيسي، التي لم يحدد كنعاني توقيتها بشكل دقيق، تأتي في وقت شهد مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق تقدماً، حيث التقى وزراء دفاع ورؤساء أجهزة استخبارات تركيا وروسيا والنظام السوري في موسكو للمرة الأولى منذ 2011، كما يتجهز الجانبان لنقل اللقاءات إلى المستوى الدبلوماسي وذلك عبر لقاء يجمع المقداد بوزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو تقول بعض التسريبات إنه سيكون في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بينما أخرى ترجّح موسكو.
وإيران الغائبة عن اجتماعات التقارب وربما المُغيّبة، غاب وزير دفاعها عن اجتماع موسكو الثلاثي، ويبدو واضحاً أن عبد اللهيان سيغيب عن اجتماع المقداد بتشاووش أوغلو، كان موقفها ضبابياً من المسار، واقتصر على إجابة صحافية من قبل كعناني عن السبب لعدم مشاركة طهران في اجتماع موسكو الثلاثي.
وقال: إن “إيران تعتقد دائماً أن الحل في سوريا حل سياسي، وأن روسيا وسوريا وتركيا على علم بدور إيران الحاسم في مكافحة الإرهاب”، معتبراً أن تلك الدول تدرك أهمية الدور الإيراني في استكمال عملية التسوية السورية.
المصدر: المدن