أوضح تقرير رسمي أن الشرطة البريطانية “أخفقت بشكل كبير” في منع جريمة قتل راحت ضحيتها سيدة سورية شابة مع والدتها، على يد زوجها الأفغاني في أواخر آب/أغسطس 2018.
وذكرت كبيرة الأطباء الشرعيين في برمنغهام، لويز هانت، في شهادتها أمام المحكمة أن الأخطاء التي ارتكبتها الشرطة “ساهمت مادياً” في وفاتهما، حسبما نقلت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، علماً أن محكمة “برمنغهام كراون” قضت بالسجن 32 عاماً للأفغاني جانباز تارين، الذي قتل طليقته رنيم عودة (22 عاماً) وأمها خولة السليم (49 عاماً)، طعناً بالسكين في بلدة سوليهل وسط غرب إنكلترا.
وألقت القضية ضوءاً إضافياً على أهمال الشرطة وتقاعسها عن حماية النساء تحديداً. وبحسب الشهادات، فإن رنيم كانت تتحدث إلى الشرطة هاتفياً تطالبهم بحمايتها، قبل أن تصرخ “إنه هنا.. إنه هنا”، ولتكون هذه آخر كلماتها قبل أن تلقى مصرعها. وقالت خالة الضحية، نور السليم عقب انتهاء جلسة الاستماع إلى الأدلة، أن الأسرة تريد “تغيير الثقافة على جميع مستويات الشرطة” في مدينة برمنغهام، مضيفة: “لقد أدى فشلهم بصورة تفوق الخيال إلى مقتل أختي الحبيبة خولة وابنتها ريم”.
وأضافت: “لقد قتلتا على يد طليق رنيم بعد تاريخ من العنف المنزلي والسيطرة القسرية والمطاردة. والشرطة كانت على علم تام بكل شيء في ذلك الوقت”. وتابعت: “شرطة ويست ميدلاندز خذلت خولة ورنيم. كان لديهم الكثير من الفرص لإنقاذ حياتهما حتى النهاية.. لقد لقيتا حتفهما في اللحظة نفسها التي كانتا تتحدثان فيها إلى الطوارئ”.
وشددت السليم على أنها وعائلتها لا يريدون أن يروا المزيد من الإخفاقات بشأن حماية النساء من العنف المنزلي، موضحة: “لقد كشفنا الحقيقة لكن مازال هناك الكثير مما يتعين إنجازه. نحن بحاجة إلى إحداث تغييرات لمنع الوفيات المستقبلية من خلال العنف المنزلي، ونحتاج إلى تغيير الثقافة على جميع مستويات الشرطة. يجب أن يكون إرث رنيم وخولة هو ضمان حصول الضحايا الآخرين على الاحترام ودعم التحقيق والحماية التي لم يحصل عليها أحباؤنا”.
وخلال الاستماع لها، تحدثت السليم إلى لجنة التحقيق المكونة من 11 عضواً عن السلوك العنيف لزوج ابنة شقيقتها السابق. وأوضحت أن شقيقتها خولة هاجرت من سوريا إلى بريطانيا مع زوجها منذ 16 عاماً لتلتحق بها ابنتها رنيم العام 2014، ضمن برنامج لمّ الشمل وهرباً من الحرب في سوريا، وهناك التحقت بكلية سوليهل، والتقت تارين في مجموعتها لدراسة اللغة الإنجليزية.
ونبهت إلى أن عائلة رنيم لم تكن موافقة على زواجها من الشاب الأفغاني (24 عاماً حالياً) للاختلاف في الثقافات والعادات، وبعد أشهر قليلة من عقد القران بدأت ابنة شقيقتها تواجه مشاكل مع زوجها الذي اعتاد على ضربها باستمرار. وأشارت إلى أن تارين سافر إلى أفغانستان في كانون الأول/ديسمبر 2017، وعندما عاد اكتشفت رنيم أن لديه زوجة وثلاثة أطفال فطلبت الطلاق.
وشرحت أن ابنة شقيقتها كانت تتعرض للضرب والإهانات من زوجها القاتل بشكل يومي وكانت تتصل بالشرطة مشتكية من سلوكه ومعاملته لها، من دون أن تلقى أي استجابة، لافتة إلى أنها قدمت 7 شكاوى قبل أسبوع من مقتلها بيد أن الشرطة أخبرتها بضرورة الكف عن الإزعاج وأن تحاول حل مشاكلها بنفسها.
وشددت السليم على أن عناصر إنفاذ القانون لم يأخذوا التهديدات على محمل الجد، وأنهم ألقوا باللوم عليها، قائلين لها: “عليك التعامل معه وطرده بنفسك.. لا يمكنك الاتصال بنا طول الوقت”.
المصدر: المدن