بدأت الخلافات التي تعصف بالبيت الداخلي للجيش الوطني المدعوم من تركيا، تطفو إلى السطح، إذ تسعى كتلة هيئة “ثائرون للتحرير” لإنشاء تحالف مع هيئة تحرير الشام من أجل سحب البساط الاقتصادي من تحت كتلة الفيلق الثالث، عبر منافستها على المعابر التي تُعتبر العصب الحيوي لرفده اقتصادياً، عدا عن تنفيذ مشاريع صناعية وتجارية تنافس نظيرتها التي يملكها الفيلق.
اجتماعات سرية
وقال مصدر عسكري في الجيش الوطني ل”المدن”، إن القيادي في “ثائرون” مصطفى سيجري عقد “اجتماعاً سرياً مع القائد العسكري البارز في تحرير الشام أبو ماريا القحطاني في منطقة باب الهوى شمال إدلب”، وُضعت خلاله “الخطوط العريضة التي يجب الشروع بها من أجل إضعاف الفيلق الثالث اقتصادياً”، ثم “مهاجمته وتفكيكه بمساعدة تحرير الشام”.
وأضاف ان أولى تلك الخطوات تمثلت بإنشاء معبر “الجطل” المجاور لمعبر “الجمران” الذي يشرف عليه الفيلق الثالث، ويفصل مناطق سيطرة الجيش الوطني عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عند منطقة ريف منبج الشمالي، مبيناً أن “ثائرون” استطاعت عبر إغراءات كثيرة سحب عدد من التجار للتعامل معها.
وأكد أن سيجري بتفويض من كتلته وبالتعاون مع تحرير الشام يريد سحب الملف الاقتصادي من الفيلق، وهذا ما اتفق عليه مع القحطاني، مشيراً إلى أن الأخير “موّل” بدفع من أبو محمد الجولاني، عدداً من المشاريع الصناعية والتجارية في مناطق مارع واعزاز وجرابس وعفرين، “منافسة” لمشاريع مماثلة يشرف عليها الفيلق الثالث.
إعلان حرب
واعتبر المصدر أن ما يقوم به سيجري في سبيل “ضرب مصالح الفيلق الاقتصادية”، هو بمثابة إعلان للحرب، مرجّحاً حدوث الصدام العسكري بينهما في وقت قريب جداً، “الأمر الذي سيُعتبر إن حصل، مذبحة كبيرة لن تبقي ولن تذر، يكون الخاسر الأكبر منها هم السوريون في المنطقة إضافة إلى الكتلتين، والرابح الأكبر هو تحرير الشام وزعيمها الجولاني” الذي “يملك أحلاماً” بإنهاء الكتلتين في آن واحد، وذلك عبر ضربهما عسكرياً في معركة طاحنة.
وكان سيجري قد أثار عاصفة من الجدل حول مدى اختراق تحرير الشام لثائرون، عندما امتدح الأخيرة التي تدير المناطق شمال غرب سوريا، وقال إنها “اتخذت خطوات مهمة على صعيد السلوك العام والتركيبة التنظيمية عندما أنهت وحيّدت المجموعات المرتبطة بالقاعدة عنها”، معتبراً أن الواقع في إدلب، “تغير عما كان عليه منذ سنوات”.
من جانبه، اعتبر الإعلام الرديف في تحرير الشام أن ما سُرب عن لقاء بين سيجري والقحطاني في باب الهوى “غير صحيح”، معتبراً أنه بمثابة “تمهيد” من أجل “غدر” يتجهز له الفيلق الثالث ضد ثائرون.
وفي حديث سابق ل”المدن”، اعتبر المحامي المنشق عن تحرير الشام عصام الخطيب أن ما قاله سيجري، “جزء من سياسة الجولاني الذي دأب عليها منذ سنوات”، وهي “إرسال الوفود إلى الشمال، وشراء ولاءات الجنود والقيادات بالهدايا والمال والوعود بالسلطة”، مؤكداً أنه “مستمر” في تلك السياسة.
المصدر: المدن