فتحت سرايا المقاومة الشعبية في إدلب باب الانتساب إلى صفوفها في نيسان/أبريل، واستقطبت أعداداً كبيرة من الشبان في منطقة جبل التركمان ومناطق ريف اللاذقية الشمالي، ومناطق جنوب غربي إدلب التي تتصل معها جغرافياً.
حملة تجنيد جديدة
وسيخضع المتطوعون في حملة التجنيد الجديدة، لدورات تدريبية مكثفة بعد أن يتم تقسيمهم إلى ثلاث فئات وفق التنظيم العسكري للسرايا. وسبق أن تأسست سرايا المقاومة في إدلب في أيار/مايو 2019، أي بعد شهرين تقريباً على انطلاقة الحملة العسكرية لقوات النظام وحلفائه على مناطق ريف حماة الشمالي وجنوبي إدلب، والتي استمرت حتى بداية العام 2020.
وكانت سرايا المقاومة تضم في بدايات تأسيسها متطوعين من أبناء العشائر العربية المنتشرة في إدلب، ومن أبناء القرى والبلدات التي كانت في مرمى نيران قوات النظام في ذلك الوقت، وكانت المهمة الرئيسية لهؤلاء المتطوعين المساعدة في عمليات التحصين وحفر الخنادق والتأسيس لخطوط دفاعية من المفترض أن تؤخر تقدم القوات المهاجمة.
لم تعد سرايا المقاومة اليوم ذلك التشكيل الذي أشرفت على تأسيسه هيئة تحرير الشام قبل ثلاثة أعوام تقريباً، حيث طرأت علبها مجموعة من المتغيرات التنظيمية والبنيوية وزادت أعدادها، وبات انتشارها في عموم بلدات إدلب أوسع من ذي قبل، وأصبح لديها معسكرات تدريب وقوات خاصة مدربة، وميزانية، لتعلن بين الحين والآخر عن حملة تجنيد جديدة. ويمكن القول إن السرايا قد تحولت فعلياً إلى جيش رديف لتحرير الشام في إدلب. ومن مميزات الجيش المفترض أنه يخترق الحواضن الاجتماعية المحلية والعشائرية ويعزز سلطة تحرير الشام في الإدارتين المدنية والعسكرية.
تخريج قوات خاصة
في شباط/فبراير 2022، خرّجت سرايا المقاومة 180 مجنداً في معسكرات القوات الخاصة التابعة لها في إدلب، وحضر فعالية التخريج مسؤولون عسكريون في تحرير الشام، ومسؤولين في حكومة الإنقاذ التابعة لها، وأعضاء مجلس الشورى العام، وجرى استخدام الخيول العربية الأصيلة في استعراض دورة الخريجين للإشارة كما يبدو إلى الانتماء العشائري، فالقسم الأكبر من الدعم يأتي من العشائر في إدلب.
وقالت مصادر عسكرية في إدلب ل”المدن”، إن “المجندين في صفوف سرايا المقاومة لا يحظون برواتب شهرية منتظمة، ويغلب فيها الاعتماد على المنح المالية الشهرية والمساعدات الإغاثية التي تقدم للمتطوعين بين الحين والآخر، وتستفيد السرايا من المنح المالية التي يقدمها التجار في إدلب”.
وأضافت المصادر أنه “في الهيكل التنظيمي تقسم السرايا إلى ثلاثة فئات، فئة مخصصة للرباط على محاور في جبهات القتال الشرقية والجنوبية، وفئة مخصصة لعمليات التحصين والتدشيم، والثالثة هم القوة البارزة وغالباً تضم الشبان في صفوفها، وهؤلاء يشكلون القوات الخاصة التي من المفترض أن تشترك في المعارك إلى جانب الفصائل. وتضم السرايا أيضاَ متطوعات نساء في صفوفها، ويعملن في ورشات خياطة أكياس التحصين وغيرها من مستلزمات مقاتلي السرايا، ويعمل قسم منهن في تحضير الطعام لمقاتلي السرايا”.
زعماء السرايا
وتعرف سرايا المقاومة عن نفسها كتشكيل عسكري جماهيري شعبي ولا تتبع لأي فصيل في إدلب، ويتزعمها في الوقت الحالي الشيخ خلدون الأحمد وهو أحد وجهاء العشائر المقربين من تحرير الشام، بصفته مسؤولاً عاماً عن اللجنة العليا للسرايا. ويأتي الشيخ حازم أبو عمر، بعد الأحمد في قيادة السرايا، ويتولى أبو عمر منصب مسؤول التنسيق العسكري لسرايا المقاومة الشعبية، وأبو عمر هو أحد وجهاء العشائر أيضاَ، وهو مهجّر من محافظة دير الزور شرقي سوريا.
وقال مصدر عسكري مقرب من تحرير الشام ل”المدن”، إن “سرايا المقاومة الشعبية في إدلب هي حركة شعبية أعلن عن تأسيسها مجلس شورى الشمال المحرر، والهدف منها الوقوف جنباً إلى جنب مع الفصائل العسكرية ودعمها في معارك الصد والهجوم ودعم نقاط الرباط، ولها دور فاعل في مشاريع التدشيم والتحصين، وتضم في ضفوفها رجالاً من مختلف الشرائح العُمرية”.
ويبرز اسم أبو الحارث الزبداني في قيادة سرايا المقاومة الشعبية في إدلب، وهو أحد قادة تحرير الشام والعضو في مؤسسة منارات الخيرية، والتي لها الثقل الأكبر في العمل الدعوي والخيري في إدلب. وقال عضو مجلس شورى تحرير الشام مظهر الويس مادحاً أبو الحارث: “الشيخ أبو الحارث الزبداني من خيرة من نعلم من الدعاة والمشايخ العاملين في المحرر خلقاً وديناً وفقهاً في الدعوة وأساليبها وطرائقها، حمل هم الثورة والجهاد قديماً وحديثاً عبر سرايا المقاومة الشعبية، لا نراه إلا محرضاً راغباً في الإصلاح ورفع الظلم”.
المصدر: المدن