قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس “الدوما”، أندريه كارتابولوف، إن نشر سفن روسية مزوّدة بصواريخ “تسيركون” الأسرع من الصوت في ميناء “طرطوس” بسوريا ستكون له فائدة “لتغطية البحر المتوسط بشكل كامل”.
وأضاف كارتابولوف خلال لقاء على قناة “سولوفييف لايف” في “يوتيوب”، نقله موقع “RT” الناطق بالعربية اليوم، الثلاثاء 28 من كانون الأول، “لدينا قاعدتنا في البحر الأبيض المتوسط، توجد (حميميم) وهناك (في ميناء طرطوس) توجد أنظمة صواريخ ساحلية”.
وتابع، “يمكن أن ترسو هناك سفن مسلّحة بصواريخ (تسيركون) التي تفوق سرعة الصوت، والتي ستغطي كامل البحر الأبيض المتوسط”.
وتعدّ قاعدة “حميميم” في محافظة اللاذقية مركزًا رئيسًا لتدخل روسيا العسكري في سوريا منذ عام 2015، ووقّعت موسكو مع النظام السوري، في 2017، عقد إيجار جديدًا طويل الأجل للقاعدة لمدة 49 عامًا.
وعلل كارتابولوف نشر الصواريخ الحديثة بأن التدابير العسكرية “ليست بالضرورة للحرب، بل هي لخلق تهديدات مباشرة للعدو، تدفعه إلى التفكير بأفعاله اللاحقة”، حسب تعبيره.
وقال، “ذلك يعني أنهم حين يدركون أنهم يواجهون تهديدًا مباشرًا بتدمير أصولهم الهجومية، الموجودة في أوروبا الشرقية، وأنظمة التحكم، ومجموعات حاملات طائراتهم، فما الفائدة من بدء شيء ما إذا كنت تخسر سلفًا؟ إنهم حساسون للغاية من الهزائم”.
ويشير كارتابولوف بالتهديدات إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إذ حشدت روسيا عشرات الآلاف من القوات بالقرب من أوكرانيا، وطالبت بعدم السماح لجارتها الجنوبية بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى عدم نشر أي أسلحة هجومية هناك أو في أي من البلدان المجاورة لها.
وكانت وزارة الخارجية الروسية نشرت، في 17 من كانون الأول الحالي، مسودة اتفاقيات بين روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، بشأن الضمانات الأمنية، إذ تشمل الوثيقة عدة محاور مهمة، من بينها تقديم حلف “الناتو” ضمانات لموسكو بعدم التوسع شرقًا، وعدم السماح بانضمام أوكرانيا أو دول الاتحاد السوفييتي السابق إلى الحلف العسكري الغربي، حسب وكالة “سبوتنيك” الروسية.
ما صواريخ “تسيركون”؟
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في تشرين الأول الماضي، عن نجاح الاختبارات الأولى لصاروخ “تسيركون” فرط الصوتي، الذي أُطلق من الغواصة النووية “سيفيرودفينسك”.
ويقصد بالصاروخ “فرط صوتي” أي صاروخ أو مركبة انزلاقية سرعتها تفوق سرعة الصوت عدة مرات، وكثير من هذه الصواريخ يمكنها أن تحمل أسلحة نووية.
وبحسب تقرير لقناة “RT“، تصل السرعة القصوى لـ”تسيركون” إلى حوالي 9 ماخ (الماخ هو نسبة سرعة الجسم إلى سرعة الصوت).
ويكمن الغرض الرئيس لصاروخ “تسيركون” في استهداف السفن السطحية للعدو من فئات مختلفة من الفرقاطات إلى حاملات الطائرات، وغيرها من الأهداف المجاورة في نصف قطر التدمير.
وذكر التقرير أن وزارة الدفاع الروسية وقّعت خلال المنتدى العسكري التقني الدولي “الجيش 2021” عقدًا مع شركة “تصنيع المعدات” (NPO Mashinostroyenie)، لتزويدها بصواريخ “تسيركون” فرط الصوتية، إذ ستبدأ عمليات التسليم التسلسلية لهذه الصواريخ في عام 2022.
وفي 24 من كانون الأول الحالي، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن إجراء اختبار ناجح لمنظومة “تسيركون” الصاروخية.
وقال بوتين، في أثناء جلسة مشتركة لمجلس الدولة ومجلس العلوم والتعليم، إنه تم إطلاق رشقة من صواريخ “تسيركون”، وأضاف أن الاختبار جرى بشكل “ناجح ومثالي”، معتبرًا أن هذا الاختبار “يشكّل خطوة ملموسة في سبيل تعزيز القدرات الدفاعية للدولة الروسية”.
المصدر: عنب بلدي