قالت مصادر في المعارضة السورية إن فريق عمل قانون “قيصر” في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة قدم ملفاً كاملاً بالطرق البرية التي يستخدمها “حزب الله” اللبناني لتهريب السلاح والأموال والوقود إلى النظام.
وعلمت “المدن” أن الفريق الذي شكله الائتلاف السوري قدم معلومات للجنة تنفيذ قانون “قيصر” في الإدارة الأميركية، شملت تفاصيل وإحداثيات شبكة الطرق والأنفاق التي يستخدمها “حزب الله” في عمليات التهريب، والتي تم تطويرها مؤخراً بعد تشديد العقوبات على النظام، وباتت تستخدم كذلك في تهريب البشر من لبنان إلى سوريا، بالإضافة إلى أسماء الشخصيات الرئيسية التي تقوم بهذه المهام، ما أسهم في إضافة اثنين منها من حملة الجنسية اللبنانية إلى حزمة العقوبات الرابعة الصادرة بموجب قانون “قيصر”.
ومنذ العام 2012 يعتمد “حزب الله” على شبكة من المعابر غير الشرعية الواصلة بين سهل البقاع اللبناني وجرود القلمون الغربي في ريف دمشق، لتنفيذ عمليات تهريب البضائع والأسلحة والمخدرات إلى سوريا، بينها أربع طرق رئيسية تصل الحدود بين البلدين، إضافة لوجود معابر أخرى فرعية.
ويأتي طريق رنكوس في مقدمة المعابر التي يستخدمها الحزب في تهريب شحناته، ويبدأ هذا الطريق من بلدات في سهل البقاع اللبناني، ويصل إلى مزرعة الدرّة في جرود رنكوس، ثم إلى سهل رنكوس والمدينة.
ويليه في الأهمية طريق الطفيل-عسال الورد، الذي يبدأ من منطقة رأس الحرف في سهل البقاع، وصولاً إلى منطقة المبحص، ومنها إلى قرية طفيل عبر منطقة الجوزة في الجرود الحدودية، نهاية ببلدة عسال الورد في ريف دمشق.
الطريق الثالث هو معبر فليطة الذي يمر من قرى البقاع اللبناني وصولاً إلى بلدة فليطة في جرود المنطقة بالقرب من منطقة الثلاجات، بينما يبدأ طريق قارة من معبر الزمراني الحدودي بين سوريا ولبنان وهو معبر رسمي، اتخذ منه “حزب الله” منفذاً لتهريب بعض شحناته، ويمر عبر جرود قارة من منطقة ميرا وصولاً إلى البلدة في ريف دمشق.
وحسب مصادر من المنطقة، فإن شخصيات وأسراً نافذة في البلدات التي تنتهي إليها المعابر غير الشرعية داخل الحدود السورية، تشرف على عمليات التهريب ونقل البضائع والمواد القادمة من لبنان قبل تسليمها إلى قوات أمن النظام. وأبرز هذه الشخصيات والأسر مجموعة من عائلة “دقو” في بلدة الطفيل يقودها المدعو “حسن دقو”، بينما تتولى مجموعة من آل “قطيش” مسؤولية نقل الشحنات إلى منطقة عسال الورد. وفي بلدة فليطة يتولى شخص من عائلة “نقرش” المهمة، وفي يبرود يقود المدعو سعد زقزق ميليشيا معظمها من أقربائه، مهمتها حماية ونقل الشحنات من لبنان إلى سوريا.
منسق فريق قانون عقوبات “قيصر” التابع للائتلاف الوطني المعارض، عبد المجيد بركات أكد ل”المدن”، أن الفريق قدم للجنة القانون في الإدارة الأميركية تفاصيل وإحدثيات شبكة الطرق التي يستخدمها الحزب للتهريب بين منطقتي البقاع والقلمون الغربي، والتي تمرّ ببلدات فليطة وتلفيتة وحوش عرب ومضايا والزبداني وغيرها، وهي شبكة طرق ومعابر غير شرعية يستخدمها “حزب الله” منذ سنوات طويلة لكنه بات يعتمد عليها بشكل واسع مؤخراً، بالإضافة طبعاً إلى القرى والبلدات الشيعية التي أنشأ الحزب فيها مستودعات لتخزين المواد التي يعمل على تهريبها إلى سوريا.
وحسب بركات فإنه، وإلى جانب الاعتماد على الشاحنات والكونترنات وبرادات النقل، لجأ “حزب الله” منذ أكثر من عامين إلى حفر أنفاق وتجهيزها بالبنية التحتية اللازمة من أجل استخدامها في نقل الأسلحة المهمة والنوعية.
وحول إمكانية أن تقوم الولايات المتحدة باستهداف هذه الطريق والمعابر والأنفاق، أشار بركات إلى أن قانون “قيصر” يتعلق فقط بفرض العقوبات الاقتصادية، وأن تنسيق الفريق مع الجانب الأميركي بهذا الخصوص يتركز على ملاحقة الشخصيات التي تساهم في تمويل النظام ومساعدته مادياً بما يمكنه من مواصلة الحرب على السوريين، وسيكون مفيداً جداً التركيز على الشخصيات اللبنانية التي تقوم بعمليات غسيل الأموال وتهريب الشحنات للنظام كما حدث في حزمة العقوبات الرابعة التي شملت شخصيتين لبنانيتين مؤثرتين.
المصدر: المدن