خلافاً لما يمكن أن يسمع في جزء من تقارير الاعلام فإنه لا يوجد حتى الآن على الطاولة اقتراح تسوية متبلور بخصوص صفقة أخرى لتحرير المخطوفين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس. هناك أفكار للوسطاء القطريين والمصريين بدعم أميركي. وهناك ادراك لما يتوقع أن تطلبه قيادة حماس.
صفقة التبادل الاولى، التي في اطارها تم اطلاق 110 من النساء والأطفال الإسرائيليين الى جانب مواطنين أجانب، تم التوصل اليها قبل نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. إسرائيل نسبت الصفقة التي مقابلها حصلت حماس على ثمن منخفض نسبيا (ثلاثة اضعاف عدد المخطوفين) للضغط العسكري الكبير الذي استخدم على حماس، والذي بسببه كانت قيادة حماس تأمل الحصول على وقف طويل لإطلاق النار.
من ناحية السنوار فقد بقي لديه ما يكفي من اوراق المساومة حتى بعد اطلاق سراح هؤلاء 110 من المخطوفين، ولكنه ارتكب خطأ واحد في حساباته فقد افترض أن الصفقة الاولى ستؤدي الى مفاوضات طويلة اخرى وأن الجيش الاسرائيلي لن يعود للعملية البرية في القطاع. عمليا ما حدث هو العكس وهجوم إسرائيل استؤنف على الفور بعد انهيار المحادثات ووقف اطلاق النار.
طلبات حماس في الجولة الحالية تبدو مرتفعة جدا. الحديث لا يدور فقط عن خطة “الجميع مقابل الجميع”، اطلاق سراح جميع المخطوفين مقابل جميع السجناء الفلسطينيين في اسرائيل، بما في ذلك كبار الاسرى المخضرمين وبينهم مقاومو النخبة الذين شاركوا في (طوفان الأقصى) وتم اعتقالهم في حينه. حماس ستطلب الحصول على امرين آخرين مرتبطين بذلك: وقف طويل المدى لإطلاق النار والتعهد بعدم المس بقيادتها. يبدو أن هذه تعهدات اكثر مرونة يصعب تطبيقها لفترة طويلة.
حتى الآن فإن موافقة اسرائيل على هذه الصفقة تعني نهاية المعركة بالصيغة الحالية. إضافة الى ذلك هذا سيكون اعترافا من قبل الحكومة والجيش بالفشل مرتين، في شن الحرب وفي تحقيق الأهداف الطموحة التي رسموها لأنفسهم في اعقابها، هزيمة حماس وتدمير قدراتها.
في القيادة الامنية والسياسية العليا هناك من يقولون بأنه لن يكون أي مناص من ذلك لأن هذه الاهداف تصطدم بهدف آخر وهو تحرير جميع المخطوفين. حيث إن الهدف الثاني هو الوحيد القابل للتحقق في هذه الاثناء. حسب رأيهم فان الفشل الذريع للدولة في 7 تشرين الأول (اكتوبر)، الذي عرض عائلات في الغلاف واشخاص كانوا في حفلة نوفا للقتل، يلزم اخلاقيا بإصلاح كهذا، حتى بثمن الاعتراف بالفشل الذي معناه العملي هو الموافقة على انتصار “مؤقت” (هذا ما نأمله) لحماس في الحرب. بالنسبة لحماس الهدف لم يعد تحقيق هدنة مؤقتة، بل الصعود على مسار نهايته وقف اطلاق نار يضمن بقاءها في الحكم ويحمي كبار قادتها من الاصابة.
رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، سيجد صعوبة كبيرة في الموافقة على مثل هذه الصفقة. أولا لأنه الى جانب الاعتراف بالفشل في الحرب سيكون هنا تنازل غير مسبوق من حيث حجمه لاطلاق سراح مقاومين. ثانيا، لأن هذه الخطوة ستؤدي وبمستوى كبير جدا الى انهيار الائتلاف وانسحاب الشركاء المتطرفين ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وحزبيهما.
المصدر: هآرتس /الغد الأردنية