في عام 1894، وقعت قضية دريفوس في فرنسا، حيث تم اتهام الضابط اليهودي ألفريد دريفوس بالتجسس لصالح ألمانيا. وبينما كانت المحاكمة مستمرة، نشأت موجة شعبية معادية للسامية في فرنسا، حيث تم اعتبار دريفوس رمزًا لليهودية والعداء للفرنسيين.
في هذا السياق، جاء الصحفي الفرنسي ثيودور هرتزل إلى فرنسا لتغطية القضية. وكان هرتزل مهتمًا بمواضيع العنصرية والتمييز العنصري، حيث كان يروج لأفكار المساواة والعدالة في الصحافة الأمريكية.
وقد تبنى هرتزل هذه المواضيع في تغطيته للموجة الشعبية المعادية للسامية في فرنسا، حيث سعى إلى تسليط الضوء على أسباب انتشار العداء للسامية وكشف آراء ومواقف الأشخاص الذين ينتمون إلى هذه الموجة.
ومن خلال تغطيته للحدث، استخدم هرتزل أسلوبًا صحفيًا تحليليًا، حيث قام بإجراء مقابلات مع عدد كبير من الأشخاص المعنيين وتحليل آرائهم وتفاعلاتهم مع القضية. ونشر هرتزل مقالاته في الصحف الفرنسية والأمريكية، حيث أصبحت تحظى بشعبية كبيرة.
وبفضل هذه التغطية، تمكن هرتزل من تسليط الضوء على أهمية محاربة العداء للسامية والتمييز العنصري، وترجم هذه القضية إلى حركة عالمية لحقوق الإنسان ومكافحة العنصرية.
قضية الضابط دريفوس هي قضية اتهام ظُلم فيها الفرد دريفوس بتهمة الخيانة العظمى لفرنسا خلال الحرب العالمية الأولى. وكانت التهمة تتعلق بزعمها أن دريفوس سرب معلومات مهمة للألمان، مما أدى إلى خسارة فرنسا لمعركة فيردون.
وبعد التحقيقات والمحاكمات، تبين أن هذه التهمة كانت زائفة وأن دريفوس كان بريئًا منها. وفي عام 1906، أعلن مجلس الوزراء الفرنسي براءة دريفوس وأعاد إليه رتبته وتقاعده ومنحه تعويضًا عن الظلم الذي تعرض له.
ومن المؤكد أن هذه القضية لها أهمية كبيرة في تاريخ فرنسا، حيث تعد من أبرز الأمثلة على تلك الفترة من الظلم الذي تعرض له الأبرياء، وعلى أهمية العدالة وإنصافها في مجتمع القانون
في عام 1897، دعا الصحفي اليهودي النمساوي ثيودور هرتزل الجاليات اليهودية في جميع أنحاء العالم إلى حضور مؤتمر في مدينة بازل بسويسرا، بهدف مناقشة إمكانية إنشاء دولة يهودية في فلسطين. وقد أطلق هرتزل على هذا المؤتمر اسم “المؤتمر الصهيوني الأول”، وكان الهدف الرئيسي منه هو تنظيم الحركة الصهيونية وجمع الأموال والدعم لتحقيق هذا الهدف.
وبحضور حوالي 200 مندوب من الجاليات اليهودية في مختلف أنحاء العالم، تم الاتفاق على تشكيل هيئة صهيونية لإدارة الحركة الصهيونية، وتم اتخاذ قرار بتحديد فلسطين كمكان لإنشاء دولة يهودية. وبالرغم من أن الهدف النهائي لإنشاء دولة يهودية لم يتحقق إلا بعد سنوات عديدة، إلا أن المؤتمر الصهيوني الأول كان خطوة هامة في تاريخ الحركة الصهيونية وفي تاريخ الشعب اليهودي بشكل عام.