تداولت الأوساط الموالية للمليشيات الإيرانية في حلب صوراً للجنرال في الحرس الثوري الإيراني جواد غفاري خلال زياراته لمقار وثكنات المليشيات داخل أحياء المدينة وفي ريفيها الجنوبي والشمالي، وذلك قبيل مغادرته حلب عبر مطارها الدولي بعد انتهاء مهمته في سوريا.
وفرضت المليشيات الإيرانية وقوات حفظ النظام في حلب طوقاً أمنياً حول المواقع التي زارها غفاري، ونشرت المليشيات حواجزها على مداخل ومخارج الأحياء التي دخلها موكب غفاري، وامتدت الإجراءات الأمنية المشددة الى أطراف المدينة جهتي الشمال والجنوب.
وقالت مصادر من حلب ل”المدن”، إن “غفاري قام بجولة وداع قبيل مغادرته حلب، وزار جامع مشهد الحسين والقنصلية الإيرانية ومقر فيلق المدافعين عن حلب وسط المدينة، كما زار مقر قيادة لواء الباقر في حي البلورة، والتقى زعيم اللواء خالد المرعي وممثل اللواء في مجلس الشعب عمر الحسن، ووجهاء عشائريين وقادة ميدانيين تابعين للواء في قطاع حلب الجنوبي الذي يشمل منطقة معامل الدفاع وجبل عزان وصولاً إلى بلدة الحاضر، كما التقى الجنرال غفاري قادة ومقاتلين تابعين للمليشيات الإيرانية وحزب الله في بلدة نبل شمالي حلب”.
وقال مدير المكتب السياسي في لواء السلام التابع للجيش الوطني هشام سكيف ل”المدن”، إن “رحيل الجنرال جواد غفاري يعني بداية مرحلة جديدة للنفوذ الإيراني في سوريا، بأدوات ووسائل مختلفة عن السابق”. وأضاف أن “المرحلة الجديدة بدأت بالفعل منتصف 2021 عندما افتتحت إيران قنصليتها في حلب، وكثفت أنشطتها الدعوية والثقافية والتجارية، بدلاً من التركيز على العامل العسكري الذي كان سائداً منذ تدخلها المباشر إلى جانب النظام في العام 2012”.
ويُعتبر الجنرال جواد غفاري الأب الروحي للمليشيات الإيرانية في حلب، ويرجع إليه الفضل في تأسيسها وتسليحها وتدريبها وزيادة أعداد مقاتليها، عندما كان قائداً لقوات الحرس الثوري والمليشيات التي يدعمها في جبهات شمالي سوريا في الفترة ما بين العامين 2013 و2016، وبعد تسلمه القيادة العامة للحرس الثوري في سوريا بعد العام 2016 نقل غفاري مقره من البحوث العلمية جنوبي حلب، إلى منطقة جبل عزان القريبة، والتي تحوي أكبر قاعدة عسكرية للحرس الثوري شمالي سوريا.
وتطلق المليشيات الإيرانية في حلب، وبالأخص المحلية والعشائرية منها، مثل مليشيات نبّل والزهراء ولواء الباقر ولواء زين العابدين وفيلق المدافعين عن حلب، لقب فاتح حلب على الجنرال غفاري، فهو الذي قاد وخطط معركة حصار الأحياء الشرقية في حلب، والتي بدأت عام 2014، وأطلق عليها اسم معركة “دبيب النمل”، وكانت انطلاقتها الأولى من معامل الدفاع حيث يقيم غفاري وفيها يقود غرفة العمليات.
ومع بداية العام 2016، نجح الجنرال غفاري في تطويق الأحياء الشرقية في حلب جهة الشمال مروراً بالمنطقة الصناعية في الشيخ نجار، وعشرات القرى في ريف حلب الشرقي، ووصل إلى بلدتي نبل والزهراء اللتان كانت تحاصرهما المعارضة شمالي حلب، وقاد معركة السيطرة على ريف حلب الجنوبي في العام 2015، وظهر الى جانب قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني الذي رفعه مقاتلي المليشيات الإيرانية على الاكتاف في بلدة الحاضر جنوبي حلب.
وقال العميد المنشق أحمد حمادة ل”المدن”: “يمكن القول إن مهمة الجنرال غفاري قد انتهت بالفعل، بعد أن أسّس جيشاً كبيراً من المليشيات الموالية لإيران في سوريا، وبالأخص في المنطقتين الشمالية والشرقية في محافظات الرقة وحلب ودير الزور”.
وأضاف حمادة أن “إنهاء مهمة غفاري في سوريا ليس بالضرورة بسبب المرض كما يُشاع. إيران لا تريد خسارة المزيد من الشخصيات التي تصنّفها على أنها رموز مثل شخصية قاسم سليماني، وهي تتوقع زيادة الضربات الجوية الإيرانية في الفترة القادمة بسبب الضوء الأخضر الروسي والتي قد تستهدف قيادات فاعلة في الحرس الثوري، لذلك بدأت بالترويج لإنهاء مهماتهم ونقلهم من سوريا”.
المصدر: المدن