لا حقوق لدى من لا يلبي الحقوق

أكد المركز الإعلامي لجبهة الأحواز الديمقراطية (جاد) أنه ومنذ ” سنين تشهد الجغرافيا السياسية الإيرانية حراك متنوع في أغلبية المدن، و هذا الحراك يتمثل بالمظاهرات و الوقفات الاحتجاجية و الإضرابات ، للمعلمين و الكادر التعليمي في الجامعات و الكليات ، الفلاحين ، قطاع الصحة ، عمال البلديات ، المتقاعدين ، العمال في معظم القطاعات الاقتصادية ، الخدمية و الصناعية الحكومية منها و الخاصة ، إضرابات سائقو الشاحنات ، المغبونين الذين تم الاختلاس و الاستيلاء على أرصدتهم في البنوك الحكومية و الخاصة ، و ناهيك عن الانتفاضات و المظاهرات العارمة المتتالية التي حدثت في السنوات الأخيرة و الدامية ، التي راح ضحيتها المئات من الضحايا الأبرياء و الآلاف من المعتقلين ، ما حدث و يحدث هو بمثابة عصارة نتائج السياسات الخاطئة النابعة و التابعة من أعلى سلم مراتب السلطة الحاكمة ، التي تمثلت بالمزيد من سوء التدبير ، عدم وجود التخطيط المنظم للبرامج الاقتصادية ، الإهمال المتعمد بحق المواطنين ، عمليات الاختلاس الكبرى و بمبالغ ضخمة و الأخطر من كل ذلك ، صرف مليارات الدولارات على البرنامج النووي و الصواريخ الباليستية و ضخ ملايين الدولارات إلى حسابات الأجندات الخارجية في بعض دول المنطقة و بعض الدول البعيدة ، وصولا إلى الدول الأفريقية ، التي أثرت بشكل مباشر على اقتصاد البلاد ، و إتخاذ هكذا سياسات مخلة بالنظام الإقليمي و الدولي ، و محاولات السير في تحقيق الأحلام التوسعية في الدول الأخرى و التهديدات اليومية الموجهة لدول الجوار ، و خلق التوتر في المنطقة ، تسببت بفرض سلسلة من العقوبات الدولية ، و جاءت هذه العقوبات ، لتزيد الطين بلة ، و التي استهدفت الاقتصاد و بالتالي ضعفه و تراجعه الكلي ، و نتيجة لذلك ، تفاقمت الأوضاع المعيشية للمواطنين ، مما أدت إلى الظروف المزرية التي تعاني منها اليوم ، كل شرائح المجتمع .

خيم هذا الوضع الراهن ، إلى ان وصل بالمواطنين أن يشعروا بالتهديد اليومي لحياتهم اليومية و العملية و على كل الصعد . ارتفاع الأسعار لكل المستلزمات الحياتية و غلاء المعيشة و عدم استقرار الأسعار ، ضعف المجالات التعليمية و الخدمية و الصحية و مجالات أخرى ، قلبت حياة المواطنين إلى جحيم لا يطاق ، و كل هذا و ساسة النظام و كأنهم يعيشون خارج نطاق الأرض ، غير مبالين بما يحدث في البلاد و ما يعاني منه المواطن ، عامل كان أو طبيب أو استاذ جامعي أو فلاح ، و بالمقابل و رغم كل هذا القصور المتعمد بحق المواطنين ، أدوات النظام و في كل ظرف معين ، يوجهون سيل تهمهم إلى من ينزل إلى الشارع و هو محتج على الظروف المعيشية و الممارسات الغير إنسانية التي يتلقاها من جانب مسؤولين النظام و من ينتمون إليه ، و في أكثر الأحيان يوجهون السلاح إلى صدور الأبرياء من المتظاهرون العزل و يتعاملون مع أي قضية عادلة بالنار و الحديد و التهديد و الوعيد و المطاردة و الاعتقال و الاغتيال ، محاولين سحق أي حراك شعبي و كتم أفواه و أصوات المعترضين على سياساتهم و ممارساتهم اللا إنسانية .

بعد ما أوصل النظام الإحتلالي ، الشعوب الى هذا الوضع المتدهور و الى كل هذه الويلات و النكبات , و على ضوء الظروف الراهنة ، كل أبناء الشعوب الغير فارسية و حتى أبناء الشعب الفارسي أي الإيراني ، قد وصلوا إلى قناعة تامة ، و هي أن تمسك النظام بالسياسات القائمة و الإستمرار بها و عدم تراجعه عنها ، بالتالي مهما تعالت الأصوات المطالبة بالحقوق المحقة و بقائها في حدودها الطبيعية ، سوف لا تغير من الواقع المرير و المزري ، بشيء ، و عليهم أن يأخذوا و يختاروا طرق أخرى في الكفاح من أجل انتزاع حقوقهم المسلوبة و استرجاع حريتهم المفقودة و حياتهم الكريمة ، مادام هذا النظام لا يعترف و لا يلبي حقوقهم التي سلبها منهم و تركهم أن يعيشوا في أتعس الظروف اليومية ، وهذا هو المطلوب اليوم  “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى