المفاوضات يوم الثلاثاء المقبل ستسعى إلى وضع قائمتين للنقاش في شأن العقوبات الأميركية والتزامات طهران. في أحدث موقف بشأن الاتفاق النووي رفضت وزارة الخارجية الإيرانية مقترحاً أميركياً برفع العقوبات “خطوة بخطوة”. وقال سعيد خطيب زاده المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لقناة “برس تي في” الإيرانية اليوم إن طهران تعارض أي تخفيف تدريجي للعقوبات. وأضاف “السياسة القاطعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي رفع كل العقوبات الأميركية”. سبق هذا الموقف اتفاق بين قوى دولية وإيران، على عقد محادثات في 6 أبريل (نيسان) الحالي في فيينا لمناقشة الاتفاق النووي، بينما من المقرر أن يجري وسطاء “اتصالات منفصلة” مع وفد أميركي موجود في المدينة نفسها، في ظل إعلان الخارجية الإيرانية عبر موقعها الإلكتروني أن طهران رفضت أي اجتماع مع واشنطن في العاصمة النمساوية.
وعلى الرغم من عدم إجراء محادثات مباشرة، وإعلان طهران رفضها إجراء “مفاوضات غير مباشرة” مع واشنطن أو “رفع تدريجي للعقوبات”، كما نقل تلفزيون “برس تي في” الإيراني الرسمي عن مصدر مطلع، فإن وجود إيران والولايات المتحدة في فيينا سيشكل خطوة للأمام في جهود إعادة الجانبين إلى الالتزام بالاتفاق النووي.
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي، لوكالة “رويترز”، “ستكون إيران والولايات المتحدة في المدينة نفسها، لكن ليس في الغرفة نفسها”. وذكر دبلوماسي غربي أنه سيجري إتباع أسلوب الدبلوماسية المكوكية.
وأكد نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، الجمعة، أن الولايات المتحدة وافقت على إجراء محادثات مع الشركاء الأوروبيين والروس والصينيين بشأن تحديد القضايا المرتبطة بالعودة للالتزام بالاتفاق النووي.
وأضاف برايس في بيان “لا نزال في المراحل الأولى ولا نتوقع انفراجة فورية لأننا أمام مناقشات صعبة، لكننا نعتقد أن هذه خطوة مفيدة”.
وأشار إلى أن المحادثات ستكون قائمة على مجموعات عمل يشكلها الاتحاد الأوروبي مع باقي المشاركين من الدول الموقعة على الاتفاق النووي بما يشمل إيران.
وذكر أن القضايا الرئيسة التي ستناقش هي الخطوات النووية التي تحتاج إيران لاتخاذها للعودة للالتزام ببنود الاتفاق وخطوات تخفيف العقوبات التي ستحتاج الولايات المتحدة لاتخاذها لتعود للالتزام به أيضاً.
وأضاف برايس “لا نتوقع حالياً أن تكون هناك محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران خلال تلك العملية على الرغم من أن واشنطن تبقى منفتحة على الأمر”.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن إدارة الرئيس الأميركي ترى المحادثات غير المباشرة مع إيران في فيينا خطوة بناءة على الأرجح، لكنها تعي جيداً متطلبات الدبلوماسية ولا تتوقع إجراء محادثات مباشرة حالياً.
اجتماع فيينا
وقال بيان صدر بعد اجتماع للجنة المشتركة للاتفاق النووي الإيراني، الجمعة، إن المشاركين سيجتمعون في فيينا “ليحددوا بشكل واضح إجراءات رفع العقوبات وتطبيق (الاتفاق) النووي، بما في ذلك عقد اجتماعات لمجموعات الخبراء المعنية”.
وأضاف أن الجهات المنسقة “ستكثف اتصالات منفصلة في فيينا مع جميع المنضوين في خطة العمل الشاملة المشتركة (التسمية الرسمية للاتفاق النووي) والولايات المتحدة”.
وقال عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، وهو عضو مهم في فريق التفاوض، للتلفزيون الإيراني، إن المشاركين اتفقوا على الاجتماع بالحضور الشخصي في فيينا يوم الثلاثاء بعد محادثات “صريحة وجادة”.
وأشار مسؤول في الاتحاد الأوروبي، لوكالة “رويترز”، إلى أن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة والقوى العالمية ستسعى إلى وضع قائمتين للتفاوض في شأن العقوبات التي يمكن لواشنطن رفعها والالتزامات النووية التي يجب على طهران الوفاء بها.
وأضاف أن جميع الأطراف تأمل في التوصل إلى اتفاق في غضون شهرين.
وقال المسؤول الكبير بعد محادثات عبر الإنترنت اليوم الجمعة “نتفاوض على قائمة الالتزامات النووية وقائمة رفع العقوبات. سيتعين دمج القائمتين عند مرحلة ما. وفي النهاية، نحن نتعامل مع ذلك بطريقة متوازية. أعتقد أنه يمكننا القيام بذلك في أقل من شهرين”.
دعوة فرنسية وترحيب ألماني وروسي
ودعت فرنسا، السبت، إيران للتعامل البنّاء خلال محادثات فيينا. وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، في بيان بعد اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، إنه طلب من إيران الكف عن أي انتهاك لالتزاماتها النووية الحالية لدعم المناقشات.
وأضاف، “حثثت إيران على التعامل البنّاء في المناقشات المقرّرة… وهي تهدف للمساعدة خلال الأسابيع المقبلة في تحديد الخطوات اللازمة من أجل العودة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي”.
من جهته، رحب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الجمعة، باستئناف المحادثات النووية الإيرانية.
وقال في بيان “ليس لدينا وقت نضيعه… وجود اتفاق يحظى بالاحترام الكامل مرة أخرى سيكون إضافة لأمن المنطقة بأسرها، وأفضل أساس للمحادثات حول القضايا المهمة الأخرى للاستقرار الإقليمي”.
وأكد السفير الروسي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميخائيل أوليانوف أن محادثات الجمعة كانت شبيهة بمحادثات العمل، وستستمر.
وكتب على “تويتر”: “الانطباع الذي لدينا هو أننا على المسار الصحيح، لكن الطريق لن تكون سهلة، وستحتاج إلى جهود مكثفة. الأطراف المعنية تبدو مستعدة لذلك”.
الاتفاق النووي
وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى إلى ضم إيران إلى محادثات في شأن استئناف الجانبين الالتزام بالاتفاق النووي، الذي رفعت الولايات المتحدة ودول أخرى بموجبه عقوبات اقتصادية كانت مفروضة على طهران مقابل تكبيل برنامجها النووي لجعل صناعة سلاح نووي أكثر صعوبة. وتنفي طهران أنها تسعى لامتلاك سلاح نووي.
وانسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق عام 2018، وأعاد فرض عقوبات، ما دفع إيران لانتهاك بعض قيود الاتفاق رداً على ذلك بعد انتظار لأكثر من عام.
المصدر: اندبندنت عربية