إعادة إحياء حرفة الزليج او القيراطي التلمساني في مدينة تلمسان.
قطعة تعود لعهد الدولة الزيانية في تلمسان.
الزلّيج هو فن عريق من بلاط فسيفسائي من أشكال فخارية هندسية مدقوقة للغاية ومركّبة قطعة قطعة تركيبا فني دقيق في لوحة من الجبس، تَطورت هذه الحرفة في الأندلس والمغرب العربي، وهو يتكون من فسيفساءات هندسية النَّمط، لتزيين الجُدران والأسقف والنوافذ والأرصفة وأحواض السِّباحة والموائد حيث أنها حرفة دقيقة تتطلب الصّبر والدِّقة والمهارة حيث انها توارثت عبر الاجيال ليومنا هذا.
واليوم نتطرق إلى من يمارس هذا الفن العتيق والدقيق وهو السّيد مدلسي سيدي محمد من مدينة تلمسان حرفي في صناعة الفخار والزليج مهندس دولة وباحث في ميدان الطرق التقليدية لإنجاز الفخار والزليج؛ لديه ورشة صغيرة وهو عبارة عن مخبر من أجل البحث عن الطرق التقليدية لصناعة الفخار و تزيينه و تطويره ولحبه وعشقه لهذه الحرفة المميزة والتي يعطي لها اهمية كبيرة بتفَانيه في عمله بحب كبير حيث يتقنها ويتفنن فيها إبداع لا متناهي.
كما ذهبنا إلى مختبره الصغير و المحبب لديه وتفاجأنا بهذا العمل الفني الأصيل ونحن نرى كيف يصنع تلك القطع الفنية الممتازة بمهارة ودقة حيث يضع كل قطعة في موضعها الخاص بزخرفة والوان مختلفة بعد رسمها ووضع القالب المخصص لها كما تتميز هذه القطع الخزفية بتعدد اشكالها والوانها ويتم تجميعها حسب مخططات دقيقة تشكل لوحات زخرفية جميلة ذات تصاميم هندسية نباتية أو كتابية أو زخرفية وتستعمل بشكل أساسي في تبليط الأرضيات والأجزاء السفلية للجدران وأحيانا لتغطية الأعمدة وعتبات الأبواب
حرفة الزليج التقليدية هي فن من فنون صناعة وتشكيل البلاط، بتصاميمها المختلفة والدقيقة؛ ويعود تاريخ الزليج إلى العصور الإسلامية في الأندلس، وانتقل إلى بعض الدول حيث أصبح جزءًا من التراث المعماري والثقافي في تلمسان وبعض الدول.
يَتميز الزليج بتنوع ألوانه وأشكاله الهندسية المختلفة كما يتميز باستخدامه في تزيين المساجد والقصور والحدائق والمنازل.
يتم صناعة الزليج بشكل يدوي، حيث يقوم الحرفي السيد مدلسي سيدي محمد بتقطيع البلاط إلى قطع صغيرة ثم يتم ترتيبها في نمط محدد يتناسب مع التصميم المطلوب والهندسي على الشكل المطلوب وهذه العملية تتطلب مهارة عالية وصبر وإتقان في الدقة والرسم.
عادةً ما يتم طلاء الزليج بألوان طبيعية مثل الأزرق والأخضر والأصفر، ويمكن تزيين التصاميم بنقوش مستوحاة من الطبيعة أو الهندسة المعمارية. الزليج ليس فقط مادة زخرفية بل يعكس أيضًا الجمال الفني والتراث الغني للمجتمع المغربي.
والحرفي السيد مدلسي سيدي محمد هو من الذين يهتمون بإحياء هذه الحرفة منذ الثمانينيات في مدينة تلمسان هي هوايته التي يحبها بإخلاص وتفاني وإتقان متمنيا ان لا تختفي هذه الحرفة التقليدية وأن تبقى خالدة عبر الأجيال.
كما انه يعلم بعض الشباب المهتم بهذه الحرفة احيانا
كما أن هذه الحرفة تعتبر موروثًا ثقافيًا مُهمًا، وقد ساهمت هذه الصناعة في تعزيز هوية مدينة تلمسان وجذب السياح كما أن الحرفي السيد مدلسي سيدي محمد لن يتخلى عن حرفته المفضلة الفخار والزليج المحببة لقلبه والذي يحترم خصائصها وفنها وزخرفتها بإتقان.
كما أن حرفة الزليج موجودة في تلمسان كممارسة ثقافية وعمرانية وفنية في زخرفة المباني و الدليل على ذلك أنه موجود منذ عدة قرون بمدينة الثقافة تلمسان التي هي مسجلة كموروث ثقافي وفني كما أن مدينة تلمسان تشهد هذا الموروث الحرفي الاصيل على وجوده توارثه الأجيال أبا عن جد الى يومنا هذا والمثال الحي هو الحرفي السيد مدلسي سيدي محمد والذي ابهرنا عَمله المتقن والدقيق في مخبره المتواضع كما انه يعمل لوحده، ولحبه لهذه الحرفة تمسك بها حتى لا تندثر وتختفي تبقى مخلدة في التاريخ.
