عمر دلوان

أحمد مظهر سعدو

في سورية، على مدى عمر ثورة الحرية والكرامة، أبطالٌ سجل التاريخ أسماءهم، ومنهم البطل الدوماني المعروف عمر دلوان/ أبو ياسر، وهو الناشط البارز خلال الثورة، في مدينته دوما.

عمر دلوان رجلٌ ستيني، ثارَ على النظام المجرم مع مَن ثاروا مِن أبناء دوما، في ثورة الحرية والكرامة، وبعد خروج دوما عن سيطرة النظام السوري، وتكثيف القصف بكل أنواعه على المدينة، كان أبو ياسر دلوان يُعَدّ “بنك الدم المتنقل”، حيث مُنع عن البلدة كل وسائل التطبيب وأدواته، فكان هذا الرجل، على دراجته البسيطة، ينقل الدم من المتبرعين به، وبعد أن حفظ زمر دمِ كثيرٍ من أصحابه ومعارفه وأهالي بلدته، كان يأتي بذلك المتبرع، أينما كان، إلى النقاط الطبية، حيث يؤخذ منه الدم المطلوب والمتوافق مع زمرة دم المصاب.

كان يحفظ تاريخ تبرعهم، وما إذا كان قد مضى عليه أكثر من ثلاثة أشهر، باعتبار أن المتبرع ﻻ يمكن أن يتبرع في فترة أقل من ذلك. يقول أحد معارفه: “ذات مرة، دخل (دلوان) السجلَ المدني المؤقت في دوما، وقال بلهجته الدومانية: “أستاذ محمد، ضع كل شيء من يدك، نريدك في النقطة الطبية، فالرجل يكاد أن ينزف دمه بالكامل وزمرة دمه (o) سلبي، بسرعة، وفقك الله.. أعرف أن من الصعوبة أن تترك عملك، لكن للضرورة أحكام”. ويقول الراوي: ترك عمله وذهب إلى النقطة الطبية، وفي أثناء تبرعه بالدم لم يجد (أبو ياسر)، وفجأة دخل برفقة أحد المتبرعين، وهو يقول للطبيب (هذا أيضًا o سلبي، (لقد كان يساهم في إسعاف الجرحى، على الرغم من تقدمه بالعمر، وضعف بنيته”.

ثم جاءت الضربة الإجرامية الجوية المزدوجة من النظام السوري، في شارع القوتلي بدوما، بتاريخ 4 آب/ أغسطس 2014 حيث قضى فيها شهيدًا، مع كثيرٍ من أبناء بلدته، والضربة المزدوجة هي القصف مرة ثانية للنقطة المقصوفة نفسها، حيث استهدفت المسعفين ورجالَ الإطفاء والمنقذين، وقد جاءت بعد أن تجمهر الناس.

عمر دلوان/ أبو ياسر كان واحدًا من 115 شهيدًا، تم دفن معظمهم في ذاك اليوم، لكن أعيدت نعوش نحو عشرين شهيدًا من المقبرة، لعدم وجود قبور جاهزة، حيث دفنوا في اليوم التالي.

 

المصدر: جيرون

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى